وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

باسم فيكونَ في اللفظ به ابتذال له . فلمَّا خلَصت هذه الكاف خطابا البتَّة وعَرِيت من معنى الاسمية استعملت في خطاب الملوك لذلك .
فإن قيل : فهلاَّ جاز على هذا أن يقال للملِك ومن يَلحَق به في غير الشعر ( أنت ) لأن التاء هنا أيضا للخطاب مخلوعة عنها دلالة الاسمية قيل : التاء في ( أنت ) وإن كانت حرف خطاب لا اسما فإن معها نفسِها الاسم وهو ( أن ) من ( أنت ) فالاسم على كل حال حاضر وإن لم تكن الكافُ وليس كذا قولنا ( ذلك ) لأنه ليس للمخاطَب بالكاف هنا اسم غير الكاف كما كان له مع التاء في ( أنت ) اسم للمخاطب نفسه وهو ( أن ) . فاعرف ذلك فرقا بين الموضعين .
ونحو من ذلك ما رآه أبو الحسن في أن الهاء والياء في ( إيّاه ) و ( إيّاى ) حرفان أحدهما للغَيبة وهو الهاء والآخَر للحضور وهو الياء . وذلك أنه كان يرى أن الكاف في ( إيَّاك ) حرف للخطاب فإذا أدخلْتَ عليه الهاء والياء في ( إيَّاه ) و ( إيَّاى ) قال : هما أيضا حرفان للغَيبة والحضور مخلوعة عنهما دلالة الاسمية في رأيته وغلامى وصاحبى . وهذا مذهبٌ هَوْل . وهو - وإن كان كذلك - جارٍ على القوّة ومقتاس بالصحَّة .
واعلم أن نظير الكاف في رأيتك إذا خُلعتْ عنها دلالة الاسميّة واستقرّت للخطاب - على ما أَرَينا - التاءُ في قمت وقعدت ونحو ذلك هي هنا تفيد الاسميَّة والخطاب ثم تخلع عنها دلالة الاسمية وتخلُص للخطاب البتّة في أنتَ وأنت . فالاسم ( أن ) وحده والتاء ( من بعد ) للخطاب