وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

جذبا فهو جاذب والمفعول مجذوب وجبَذَ يجبِذ جَبْذا فهو جابذ والمفعول مجبوذ . فإن جعلت مع هذا أحدهما أصلا لصاحبه فسد ذلك لأنك لو فعلته لم يكن أحدهما أسعد بهذه الحال من الآخر . فإذا وقفتِ الحالُ بينهما ولم يُؤثَر بالمِزيَّة أحدهما وجب أن يتوازيا وأن يَمْثُلا بصفحتيهما معا . وكذلك ما هذه سبيله .
فإن قَصُر أحدهما عن تصَرّف صاحبه ولم يساوه فيه كان أوسعُهما تصرّفا أصلا لصاحبه . وذلك كقولهم أنى الشيءُ يأنىِ وآن يئين . فآن مقلوب عن أنى . والدليل على ذلك وجودك مصدرَ أَنَى يأنى وهو الإنَى ولا تجد لآن مصدرا كذا قال الأصمعيّ . فأمَّا الأيْن فليس من هذا في شئ إنما الأين : الإعياء والتعب . فلمَّا عُدم من ( آن ) المصدرُ الذي هو أصل للفعل عُلِم أنه مقلوب عن أنى يأنى إنَّى قال الله تعالى ( إلاَّ أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ) أي بلوغه وإدراكه . قال أبو علي : ومنه سمَّوا الإناء لأنه لا يستعمل إلا بعد بلوغه حظَّه من خَرْزه أو صياغته أو نجارته أو نحو ذلك . غير أن أبا زيد قد حَكَى لآن مصدرا وهو الأين . فإن كان الأمر كذلك فهما إدا أصلان متساويان وليس أحدهما أصلا لصاحبه .
ومثل ذلك في القلب قولهم ( أيِسْت من كذا ) فهو مقلوب من ( يئست ) لأمرين ذكر أبو علي أحدهما وهو ما ذهب إليه من أن ( أيست ) لا مصدر له