وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فأما أيُّ الأجناس الثلاثةِ تقدّم - أعنى الأسماء والأفعال والحروف - فليس مما نحن عليه في شئ وإنما كلامنا هنا : هل وقع جميعها في وقت واحد أم تتالت وتلاحقت قطعةً قطعةً وشيئا بعد شئ وصدرا بعد صدر .
وإذ قد وصلنا من القول في هذا إلى ها هنا فلنذكر ما عندنا في مراتب الأسماء والأفعال والحروف فإنه من أما كنه وأوقاته .
اعلم أن أبا عليّ - C - كان يذهب إلى أن هذه اللغة - أعني ما سبق منها ثم لحق به ما بعده - إنما وقع كلُّ صَدْر منها في زمان واحد وإن كان تقدم شئ منها على صاحبه فليس بواجب أن يكون المتقدَّم على الفعل الاسم ولا أن يكون المتقدّم على الحرف الفعل وإن كانت رُتْبة الأسم في النفس من حصَّة القوّة والضعف أن يكون قبل الفعل والفعل قبل الحرف . وإنما يعني القوم بقولهم : إن الاسم أسبق من الفعل أنه أقوى في النفْس وأسبق في الاعتقاد من الفعل لا في الزمان فأما الزمان فيجوز أن يكونوا عند التواضع قدموا الاسم قبل الفعل ويجوز أن يكونوا قدّموا الفعل في الوضع قبل الاسم وكذلك الحرف . وذلك أنهم وزنوا حينئذ أحوالهم وعرفوا مصاير أمورهم فعلموا أنهم محتاجون إلى العبارات عن المعاني وأنها لا بَّد لها من الأسماء والأفعال والحروف فلا عليهم بأيهّا بدءوا أبا لاسم أم بالفعل أم بالحرف لأنهم قد أوجبوا على أنفسهم أن يأتوا بهنّ جُمَعَ إذ المعاني لا تستغني عن واحد منهن . هذا مذهب أبي عليّ وبه كان يأخذ ويفتى