وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

على مألوف العرف في تخصيص العِلّة فأمَّا هذا الموضع فمِظنَّة من استمرار المحجَّة واحتماء العلّة وذلك أن يقال إِنّ استاف هنا لا يراد بهِ تسايفوا أي تضاربوا بالسيوف فتلزمَ صحَّته كصحّة عين تسبا يفوا كما لزمت صحّة اجتوَرُوا لمّا كان في معنى ما لا بدّ من صحّة عينه وهو تجاوروا بل تكون استافوا هنا تناولوا سيوفهم وجرَّدوها ثم يعلم من بعدُ أنهم تضاربوا مما دلّ عليه قولهم استافوا فكأنه من باب الاكتفاء بالسبب عن المسبَّب كقوله .
( ذَرِ الآكِلين الماء ظلما فما أُرى ... ينالون خيراً بعد أكلهم الماءَ ) .
يريد قوماً كانوا يبيعون الماء فيشترون بثمنه ما يأكلونه فاكتفَى بذكر الماء الذي هو سبب المأكول من ذكر المأكول .
فأمّا تفسير أهل اللغة أنّ استاف القوم في معنى تسايفوا فتفسير على المعنى كعادتهم في أمثال ذلك ألا تراهم قالوا في قول اللّه عزّ وجلّ ( مِن ماءٍ دافِقٍ ) إنه بمعنى مدفوق فهذا لعمري معناه غير أن طريق الصنعة فيه أنه ذو دَفْق كما حكاه الأصمعيّ عنهم من قولهم ناقةٌ ضارب إذا ضُرِبت وتفسيره أنها ذات ضَرْب أي ضُرِبت وكذلك قوله تعالى ( لا عاصِمَ اليومَ مِن أمراللّهِ ) أي لا ذا عِصْمةٍ وذو العصمة يكون مفعولا كما يكون فاعلا فمن هنا قيل إِن معناه لا معصوم وكذلك قوله .
( لقد عَيَّل الأيتامَ طعنةُ ناشِرَهْ ... أناشِرَ لازالت يمينك آشِرَه )