وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ومن ذلك أن يقال : من أين تجمع قول الله سبحانه : ( ولم يكن له وليّ مِنَ الذُلّ ) مع قول امرئ القيس : .
( على لاحب لايهُتدى بمناره ... إذا سافه العَوْد النباطيّ جرجرا ) .
والجواب أن معنى قوله : ( ولم يكن له وليّ من الذل ) : لم يذِلّ فيحتاجَ إلى وليّ من الذلّ كما أن هذا معناه : لا منار به فيهتدى به . ومثله قول الآخر : .
( لا تُفزِعُ الأرانبَ أهوالُها ... ولا يُرَى الضبُّ بها ينجحر ) .
وعليه قول الله تعالى : ( فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) أي لا يشفعون لهم فينتفعوا بذلك . يدلّ عليه قوله عزَّ اسمه : ( ولا يشفعون إلا لمن ارتضى ) وإذا كان كذلك فلا شفاعة إلا للمرتضَى . فعلمتَ بذلك أن لو ( شُفِع لهم ولا ينتفِعون ) بذلك . ومنه قولهم : هذا أمر لا ينادَى وليدُه أي لا وليدَ فيه فينادَى .
فإن قيل : فإذا كان لا مَنار به ولا وليد فيه ( ولا أرنب هناك ) فما وجه إضافة هذه الأشياء إلى ما لا ملابسة بينها وبينه .
قيل : لا بل هناك ملابسة لأجلها ما صحَّت الإضافة . وذلك أن العُرْف أن يكون في الأرض الواسعة مَنار يُهتدى به وأرنب تحلّها . فإذا شاهد الإنسان هذا البَسَاط من الأرض خاليا من المنار والأرنب ضرب بفكره إلى ما فقده