وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وحكى أبو الفضل الرِّياشيّ قال : جئت أبا زيد لأقرأ عليه كتابه في النبات فقال : لا تقرأه عليَّ فإني قد أُنسِيتُهُ .
وحَسْبُنا من هذا حديثُ سيبويه وقد حطب بكتابه - ( وهو ) ألف ورقة - عِلْما مبتكَرا ووضعا متجاوزا لما يسمع ويرى قلَّما تُسند إليه حكاية أو توصل به رواية إلا الشاذّ الفذّ الذي لا حفْل به ولا قدر . فلولا تحفُّظ من يليه ولزومه طريق ما يعنيه لكثرت الحكايات عنه ونيطت أسبابها به لكن أخلد كل إنسان منهم إلى عصمته وادّرع جلباب ثقته وحمى جانبه من صدقه وأمانته ما أريد من صون هذا العلم الشريف ( له به ) .
فإن قلت : فإنا نجد علماء هذا الشأن من البلدين والمتحلِّين به في المِصْرين كثيرا ما يهجّن بعضهُم بعضا ( ولا ) يترك له في ذلك سماء ولا أرضا .
قيل له : هذا أوّل دليل على كَرَم هذا الأمر ونزاهة هذا العلم ألا ترى أنه إذا سَبَقت إلى أحدهم ظِنَّة أو توجَّهت نحوه شبهة سُبَّ بها وبرئ إلى الله منه لمكانها . ولعل أكثر من يُرْمَى يسقطة في رواية أو غَمْر في حكاية محمِيّ جانب الصدق فيها بريء عند الله ذكره من تبعتها لكن أُخِذت عليه إما لاعتنان شبهة عرضت له أو لمن أخذ عنه وإمّا لأن ثالبه ومتعيّبه مقصِّر عن مغزاه مغضوض