الطيب ( واقرأ فى النفى ( ليس كمثله شىء ( ولا يحيطون به علما ( ومن جرب مثل تجربتى عرف مثل معرفتى .
فقد تبين أنهم لا يثبتون عدل الرب ولا حكمته ولا رحمته وكذلك الصدق فانهم لما أرادوا أن يقيموا الدليل على أن الله صادق تعذر ذلك عليهم فقالوا الصدق فى الكلام النفسانى واجب لأنه يعلم الأمور ومن يعلم يمتنع أن يقوم فى نفسه خبر بخلاف علمه وعلى هذا اعتمد الغزالى وغيره فقيل لهم هذا ضعيف لوجهين .
( أحدهما ( الصدق فى ذلك المعنى لا ينفع ان لم يثبت الصدق فى العبارات الدالة عليه ويميز بين الأفعال عندهم .
( الثانى ( أنهم أثبتوا الخبر النفسانى فان الانسان يخبرك بالكذب فيقوم فى نفسه معنى ليس هو العلم وهو معنى الخبر فهذا يقتضى انهم يقولون ان العالم قد يقوم فى نفسه خبر بخلاف علمه والرازى لما ذكر مسألة أنه لا يجوز أن يتكلم بكلام ولا يعنى به شيئا خلافا للحشوية قيل له هل قال أحد من طوائف الامة أن الله لا يعنى بكلامه شيئا وانما النزاع هل يتكلم بما لا يفهم العباد معناه وقيل