الرب لا يمكنه فعل ذلك فالتزموا أن الرب يمتنع أن يكون لم يزل متكلما بمشيئته ويمتنع أن يكون لم يزل قادرا على الفعل والكلام بمشيئته فافترقوا بعد ذلك منهم من قال كلامه لا يكون إلا حادثا لأن الكلام لا يكون إلا مقدورا مرادا وما كان كذلك لا يكون إلا حادثا وما كان حادثا كان مخلوقا منفصلا عنه لامتناع قيام الحوادث به وتسلسلها فى ظنهم .
ومنهم من قال بل كلامه لا يكون إلا قائما به وما كان قائما به لم يكن متعلقا بمشيئته وإرادته بل لا يكون إلا قديم العين لأنه لو كان مقدورا مرادا لكان حادثا فكانت الحوادث تقوم به ولو قامت به لم يسبقها ولم يخل منها وما لم يخل من الحوادث فهو حادث لامتناع حوادث لا أول لها .
ومنهم من قال بل هو متكلم بمشيئته وقدرته لكنه يمتنع أن يكون متكلما فى الأزل أو أنه لم يزل متكلما بمشيئته وقدرته لأن ذلك يستلزم وجود حوادث لا أول لها وذلك ممتنع قالت هذه الطوائف ونحن بهذا الطريق عملنا حدوث العالم فاستدللنا على حدوث الأجسام بأنها لا تخلوا من الحوادث ولا تسبقها وما لم يسبق الحوادث فهو حادث ثم من هؤلاء من ظن أن هذه