وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ارتبطه الصاحب نظام الملك حرس الله دولته لحُسن خطّه وفَوز قِدحه من الأدب ووفور قسطه . فلم تُنفِّسْهُ المُدّة ولا نفعتْه العُدّة حتى انتقل إلى جوار ربّه . ورأيتُ في الخزانة النظامية بنيسابور ديوان شعره بخطّ يده كان المِعْرَض أحسنَ من لابسه . وكانت آثار بَنانه مُغطِّيةً لعَورات بيانه . فممّا نَتَفتُه من قصائده قوله : .
دُمىً تركْنَ فُؤادي دائماً وَلِهاً ... لمّا تولّتْ بها أحداجُها عُصُبا .
بالله يا ناقُ هل تدرين من سكنتْ ... وراءَ حِدْجِكِ إذ عالوا به القَتَبا .
ومنها في المدح : .
لما وَردتُ أزال اللوح موردُه ... ونلتُ منهُ الذي قد كنتُ مُرتقِبا .
هَبّت عليَّ شَمالٌ من شمائلِهِ ... فأنشأتْ لي غماماً يُمطر الذَّهبا .
ورأيت في ديوان شعره هذه التجنيسات وما عليها طَلاوة ولا لها طَراوة ولا فيها حَلاوة : .
لَعَمرُكَ ما كَفي بقُفلٍ على الفتى ... ولا عابسٌ وجهي إذا الضيفُ لاقاني .
ولم تخْلِجِ الدنيا هَوايَ وحُسنُها ... بأخضر رفّافِ الحواشي ولاقانِ .
ولم يستطع أعوادَ عِزّي مُرتقٍ ... ولا شعَّثَ التشذيب نبْعي ولاقان .
وُجودي وإبقائي على قبّة العُلا ... هُما دونَ هذا الخلقَ أجمعَ لاقانِ .
وله : .
سَلَّى بنفسي عنِ الدنيا وبَهجتها ... أني أرى فانياً منه تَلافانِ .
والصبرُ أحمدُ ما أُوتيتَ من خُلْقٍ ... ما كنتُ في شِدّةٍ إلاّ تَلافاني .
وله : .
حَسبِيَ اللهُ في الأمور وكيلاً ... إنه في الخُطوب نِعمَ المعينُ .
ثِقَتي والرِّضى بما قد قَضاهُ ... روضةٌ طَلَّةٌ وماءٌ مَعين .
ومن أعيان شعره قوله : .
أقمتُ بأرضِ جِيلانٍ زماناً ... ولم يكُ ذاكَ منّي غيرَ جهلِ .
فلم أحصُلْ على خيرٍ مُتاحٍ ... سوى سحَّ الغُيوثِ وخَوضِ وَحْلِ .
أصادفُ كلّما لامسْتُ رَطْباً ... كأني منه في زمنِ الفِطَحْل .
وله أيضاً : .
أهاجتْكَ وُرقٌ رُحْنَ في الأيكِ وُقَّعا ... يَنُحنَ وما يُذْرين للشَّجْو أدمُعا .
فذكّرْنَنا العهدَ القديمَ وهجُنَنا ... وطَرَّيْنَ قلباً كانَ بالغِيِّ موزعا .
عَلتْ فَنَناً يَهتزُّ تَنْدبُ إلْفَها ... فأبكتْ وما تَدْري الحَزينَ المُفجَّعا .
تُذكّر أياماً مضتْ وليالياً ... وشرخَ شَبابٍ بانَ منهُ فودَّعا .
وله يهجو بوّاباً لبعض الكبار : .
صارَ ذا البوّابُ مِحنَهْ ... ما نِعي من غيرِ إحْنَهْ .
كلّما جئتُ كأنّي ... عنده صاحبُ ظِنَّهْ .
صُمَّ عن قَولي فلم يأ ... ذَنْ أصمَّ اللهُ أُذْنَه .
وله أيضاً : .
أَقْعدني عنك عارضٌ عَرَضاً ... طَوَّقَني في مَبيتي المَضَضا .
ما قرَّ جَنْبي على الفراشِ لهُ ... كأنَّ حَشْوَ الفِراشِ جَمرُ غَضا .
وشرُّ حالٍ لمَنْ تؤمِّلُهُ ... حالُ غَريبٍ يُكابدُ المرضا .
وله أيضاً : .
حاشا لعهدكَ أنْ يكون ذَميماً ... ولمن أحبَّك أنْ يكون مُليما .
إني أرى سَفَهاً تسرُّع عاذِلي ... وأرى الهوى خَطْباً عليَّ ذَميما .
وأنشدني الشيخ أبو عامر الجُرجاني له من قصيدة أولها : .
سقى خَدِّي دُموعي يومَ ساروا ... بماءٍ في الضُّلوع له شَرارُ .
رأيْنا الجودَ من كفَّيك عَيفاً ... وعند سِواك شاهدُهُ ضِمارُ .
وشِمْنا من يديْكَ سَماءَ نَيلٍ ... لبارقها على الأُفُقِ استِعار .
تَرودُ حَدائقاً كالليل غُلْباً ... تُنيلُ وما لواعدِها إبار .
أسَمنا سَرحَنا فيهنَّ هَزلى ... فجاءتْ وهْيَ مُطَّعَمةٌ شِيار .
نَزَعْنا عُذْرَها ضُرّاً فجاءتْ ... عَواصي ليس يَضبطُها عِذار .
محمد بن بحر بن حَمْدٍ الخِيري