وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ما حل أرضاً وهي تشكو جدبها ... إلا ترحل وهي أخصب من إرم .
وسما بخالص ما صفا من سره ... حيث انتهى مختار أسرار الأمم .
كالبدر بل كالشمس بل كلتيهما ... كالليث بل كالغيث هطال الديم .
لما سمع هذه الأبيات أبو الهيجاء علي بن أحمد الخوافي قال فيه : .
جميع من لهم نظم من الكلم ... أشعارهم دون شعر الحاكم الحكم .
قصيدة صاغها حذاء معجزة ... لكن صياغتها من جوهر الكلم .
رأيتها عذبة الألفاظ سائرة ... كأنها خلقت من صفوة الحكم .
ما أنشأت مثلها الأوهام مذ نشأت ... ولا جرى مثلها من مرعف القلم .
سقياً لقائله سقياً لمنشدها ... سقياً لسامعها في العرب والعجم .
الشيخ أبو نصر أحمد بن ينفع .
هو في المنصب خوافي وفي المنسب قشيري . ولست أروي وصفاً أجمع لفضائله وفضائل قبائله من قول الأديب أبي بكر اليوسفي فيهم : .
سقى آل ينفع صوب الحيا ... فهم في حساب العلا الحاصل .
هم الزائدون هم الفاضلون ... وغيرهم الزائد الفاضل .
لساني عن حالهم سائل ... ودمعي على غثرهم سائل .
إذا كنت في ظلهم قائلاً ... فإني بفضلهم قائل .
ثم الشيخ أبو نصر من بينهم رأس الرؤساء ووارث العزة القعساء وصاحب البيان الذي ينسي القرم جراجره والليث زماجره . ويتضاءل سحبان ويتضعضع لفصاحة بين لحييه فيتقعقع . ثم له من الترسل الحظ الأولى وقدحه فيه القدح المعلى . وكتب مدة في ديوان الرسالة للشيخ أبي نصر أحمد بن أحمد بن عبد الصمد الوزير والجاه بمائة والمال بنمائه والأمر نافد والقلب بأطراف الأماني آخذ . فلما حانت أيام الفترة وأصبت سماء الفتنة اجتمع إليه نفر من الغاغة واستولوا على النواحي المجاورة لناحيته بشن الغارة . ونظروا إلى العواقب بعين الحقارة ولم ينصفوا في مراعاة القارة حتى طلعت الرايات الطغرلية فانقضوا من حوله لخوف السلطان وهوله " كمثل الشيطان إذا قال للإنسان : اكفر فلما كفر قال : إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين " . ولولا سوء القضاء المضيق عليه لرحب الفضاء لأكب على العلم وهو فيه من الأعلام ولم يتعاط السيوف بدلاً من الأقلام غير أنه اغتر ببأسه الشديد وانتقل من القصب إلى الحديد . فأخذه السلطان أخذ عزيز مقتدر وأورده الأجل حتفه شرب محتضر . فصلب ذلك الكبير بالمربع الصغير على بعض الخشاب . وأنشد : علو في الحياة وفي الممات ورثاه الشيخ والدي C بقصيدة أولها : .
لأبي نصر بن ينفع حزن ... في فؤادي تضيق عنه الضلوع .
جذع هالنا على الجذع منه ... منظر رائع وقلب مروع .
طاله الجذع فاستطال ولولا ... جهلها لم تطل كذاك الجذوع .
فمما بلغني من شعره ما أنشدنيه الشيخ أبو محمد الحمداني قال : أنشدني لنفسه مرثية ابنه أبي الحسن بن ينفع رحمهما الله : .
شف المكارم والعلا تعطيل ... إذ قيل ينفع ذو الندى مقتول .
سمح القضاء به فقلت مصدقاً ... إن الزمان بمثله لبخيل .
تبكي عليه بدمعها عين العلا ... والمجد مشقوق الصدار عليل .
لو كان مثلك من أصابك سيداً ... نفع العزاء ونفس التعليل .
قال : وأنشدني لنفسه وقد كتب منها إلى بعض أصدقائه من الحبس : .
دعوت فلاناً راجياً فكأنما ... دعوت به غيثاً من الجود هاميا .
وأوردني شرباً من الفضل صافياً ... وألبسته ثوباً من الحمد ضافيا .
على أن ذا يفنى ويبقى ثناؤنا ... وخير جزاء المرء ما كان باقيا .
قال : وأنشدني لنفسه أيضاً وكتب بها إلى شمس الكفاة ساعة وروده الحضرة : .
وشاعر جاء شعره ذهب ... ينثر من لفظه ومن كيسه .
له نثاران يبتغي بهما ... في عدله موضعاً لتعريسه .
إن ابن ليث أصابه سبع ... فصار من جحره إلى خيسه .
وأنشدني الأديب أبو القاسم مهدي بن أحمد الخوافي قال : أنشدني الشيخ أبو نصر لنفسه : قال : وكتب به إلى شمس الكفاة :