وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قد كانَ يومَ الوغى ماضي السِّنانِ وإنْ ... حادَ المُنازلُ للأقرانِ لن يَحِدِ .
أمضى وأجرأُ صدراً من غَضَنفرةٍ ... عَبلِ الذراعِ شَديدِ البطشِ ذي لِبَد .
كم من كميِّ غَدا في رِبقِ أحبُلِهِ ... فأحسنَ العَفوَ عنه غيرَ مُضطهِد .
أولاهُ منهُ نوالاً ثم أعتقَهُ ... رَطبَ اللسانِ بشُكرِ العَتيقِ والرَغَد .
ومنها : .
أبا شُجاعٍ فتى الهَيجا وفارسَها ... ومُشتري الشُّكرِ بالإنفاقِ والصَّفَدِ .
هذي بَنو أسَدٍ جاءت بِمؤيِدَةٍ ... صَمّاءَ بائحةٍ هَدّت ذُرا أُحد .
سّطت على المتنبِّي من فوارسِها ... سَبعونَ جاءَته في مَوجٍ من الزَرَد .
حتى أتت وهوَ في أمنٍ وفي دَعَةٍ ... يسيرُ في سِتَّةٍ إن تُحصَ لم تَزِدِ .
كَرَّت عليهِ سِراعاً غيرَ واِنِيَةٍ ... فغادَرَته رَهينَ التُّربِ والثَّأد .
من بعد ما أعلمت فيهم أسِنَّته ... طعناً يُفرقُ بينَ الرّوحِ والجَسَدِ .
فاطلب بثأرِ فَتىً ما زِلتَ تَعضدُه ... للهِ دَرُّكَ من كهفٍ ومن عَضُدِ .
أذكِ العُيونَ عليهم أيَّةً سَلَكوا ... وضيِّقِ الأرضَ والأقطارَ بالرَّصَدِ .
شَرِّدهُمُ بجيوشٍ لا قِوامَ لها ... تَأتي على سَيدِ الأقوام واللّبَد .
أبو الحسن عليُّ بن محمد التِّهاميُّ .
هو وإن توج هامة تهامة بالانتساب إليها وطرَّزكمَّ الصناعة بالاشتمال عليها فإن مكانه لم يزل بالشام حتى انتقل من جوار بنيها الأجلة الكرام إلى جوار الله ذي الجلال والإكرام . وله شعر أدق من دين الفاسق وأرق من دمع العاشق كأنما روح بالشمال أو علل بالشمول فجاء كنيل البغية ودرك المأمول .
حدثني القاضي أبو جعفر بن إسحاق البحائي C قال : حدثني أبو كامل نعيم بن المفرج الطائي أن التهامي هذا كان في ابتداء أمره من السوقة : .
وقد كانَ يَرمي عن مَريرةِ قَوسِهِ ... بِكالثلجِ تُذريهِ خروقُ الغَمائمِ .
ويَعلو كثيراً بالكَهامِ مُنَشنِشاً ... فِقارَ قَطوفٍ ذي ثلاث قوائم .
ثم انتقطع إلى بني الجراح يمتدحهم ويستضيء بهم ويقتدحهم . وكانت له همة في معالي الأمور تسول له رئاسة الجمهور . فقصد مصر واستولى على أموالها وملك أزمة أعمالها وعُمالها . ثم إنه غدر به بعض أصحابه فصار ذلك سبباً للظفر به وأودع السجن في موضع يعرف بالمنسي حتى مضى لسبيله C . فمن محاسنه التي تعلق في كعبة الفصاحة قوله : .
كن من لواِحظِ عينيها على حذرٍ ... فإنَّ ألحاظها أمضى من البُتُرِ .
أهتزُّ عندَ تمني وصلها طَرباً ... ورُبَ أمنيَّةٍ أحْلى من الظَّفَر .
َجني عليَّ وأجثي من مَراشفِها ... ففي الجَنى والجناياتِ انقضى عُمُري .
أَهدي لنا طيفُها نَجداً وساكنَهُ ... حتى اقتنصنا ظِباءَ البدوِ في الحَضَرِ .
فباتَ يخلو لنا من وجهِها قَمراً ... من البراقعِ لولا كُلفةُ القَمر .
وراعَها حرُّ أنفاسي فقلتُ لها : ... هواي نارٌ وأنفاسي من الشَّرَر .
فزادَ دُرَّ الثَّنايا دَرُّ أدمُعِها ... فالتفَّ منتظمٌ منه بمنتَثِرِ .
فما نَكَرنا من الطَّيفِ الملمِّ بنا ... مِمَّن هَويناه إلا قلةَ الخَفَر .
ومن بدائعه في هذه الراثية قوله : .
لولاهُ لم يَقضِ في أعدائه قَلمٌ ... ومجِلبُ الليثِ لولا الليثُ كالظُفرِ .
ما صَرَّ إلاّ وصَلت بيضُ أنصُلهِ ... في الهامِ أو أطَّتِ الأرماحُ في الثُّغَر .
وغادرت في العِدا طَعناً يحفُّ بهِ ... ضربٌ كما حَفَّتِ الأعكانُ بالسُّرَر .
قلت : هذا والله هو المعنى البيع والربيع المريع والتشبيه للائق والغرض الموافق وقد كان يملكني الإعجاب بقول ابن المعتز : .
وتحتَ زنابيرٍ شَدَدْنَ عقودَها ... زنابيرُ أعكانٍ معاقدُها السُّرر