ابن مموله النسابة محمد بن القاسم بن مموله - بتشديد الميم الثانية وبعد الواو لام وهاء - أبو الحسين من أهل البصرة واحد عصره علماً بالنسب وأخبار العرب . أدرك دولة بني بويه وروى عنه أبو أحمد العسكري .
قال حمزة : وممن تفرد بعلم الأنساب والسير والأيام من أهل أصبهان رجلان لم يتقدمهما في الزمان أحد : أبو بكر وأبو الحسين ابن مموله النسابتان فأما أبو بكر فلم يبرح بأصبهان وأما أبو الحسين فإنه صحب إبراهيم بن عبد الله المسمعي وكان يتنقل معه في البلدان التي يتولاها ثم أقام أخيراً بفارس وبها مات وكان يصنف في كل سنة لإبراهيم المسمعي كتاباً .
قال محمد بن إسحاق : له من الكتب كتاب الفرس وأخبارها وأنسابها كتاب الأنساب والأخبار كتاب المنافرات بين القبائل وأشراف العشائر وأقضية الحكام بينهم .
قال ياقوت : وله كتاب الفرع والشجر في أنساب العرب والعجم وهو كتاب جليل يكون نحو العشرين مجلدة .
ماني الموسوس محمد بن القاسم أبو الحسن المعروف بماني الموسوس من أهل مصر .
قدم بغداد أيام المتوكل وكان من أظرف الناس وألطفهم . توفي سنة خمس وأربعين ومائتين .
من شعره : .
زعموا أن من تشاغل باللذات عمن يحبه يتسلى .
كذبوا والذي تقاد له البد ... ن ومن عاذ بالطواف وصلى .
إن نار الهوى أحر من الجمر على قلب عاشقٍ يتقلى .
ومنه : .
دعا طرفه طرفي فأقبل مسرعاً ... وأثر في خديه فاقتص من قلبي .
شكوت إليه ما لقيت من الهوى ... فقال على رسلٍ فمت فما ذنبي .
ومنه : .
ذنبي إليه خضوعي حين أبصره ... وطول شوقي إليه حين أذكره .
وما جرحت بلحظ العين وجنته ... إلا ومن كبدي يقتص محجره .
نفسي على بخله تفديه من قمرٍ ... وإن رماني بذنبٍ ليس يغفره .
وعاذلٍ باصطبار القلب يأمرني ... فقلت من أين لي قلبٌ فأهجره .
وقد أورد له صاحب الأغاني في كتابه أخباراً ظريفة منها ما رواه بسنده إلى ابن البراء قال : حدثني أبي قال : عزم محمد بن عبد الله بن طاهر على الصبوح وعنده الحسن بن محمد بن طالوت فقال له محمد : كنا نحتاج إلى أن يكون معنا ثالث نأنس به ونلتذ بمنادمته فمن ترى أن يكون ؟ قال ابن طالوت : قد خطر ببالي رجل ليس علينا في منادمته ثقل قد خلا من إبرام المجالسين وبرئ من ثقل المؤانسين خفيف الوطأة إذا أدنيته سريع الوثبة إذا أمرته قال من هو ؟ قال : ما ني الموسوس فقال محمد : ما أسأت الاختيار ثم تقدم إلى صاحب الشرطة بطلبه وإحضاره فما كان بأسرع من أن قبض عليه صاحب الكرخ فوافى به باب محمد فلما مثل بين يديه وسلم رد عليه وقال : ما حان لك أن تزورنا مع شوقنا إليك ؟ فقال له ماني : أعز الله الأمير الشوق شديد والود عتيد والحجاب صعب والبواب فظ ولو سهل لي الإذن لسهلت علي الزيارة فقال له محمد : لقد لطفت في الاستئذان وأمره بالجلوس فجلس وكان قد أطعم قبل أن يدخل وأدخل الحمام وأخذ من شعره وألبس ثياباً نظافاً وأتي محمد بن عبد الله بجارية لإحدى بنات المهدي كان يحب السماع منها وكانت تكثر عنده وكان أول ما غنته : .
ولست بناسٍ إذ غدوا وتحملوا ... دموعي على الخدين من شدة الوجد .
وقولي وقد زالت بعيني حمولهم ... بواكر تحدى لا يكن آخر العهد .
فقال ماني : أيأذن لي الأمير . قال في ماذا ؟ قال : في استحسان ما أسمع قال : نعم قال : أحسنت والله فإن رأيت أن تزيدي مع هذا الشعر هذين البيتين : .
وقمت أناجي الدمع والدمع حائرٌ ... بمقلة موقوفٍ على الضر والجهد .
ولم يعدني هذا الأمير بعدله ... على ظالمٍ قد لج في الهجر والصد .
فقال محمد : ومن أي شيء استعديت يا ماني ؟ فاستحيى وقال : لا من ظلم أيها الأمير ولكن الطرب حرك شوقنا وكان كامناً وأظهره ثم غنت : .
حجبوها عن الرياح لأني ... قلت يا ريح بلغيها السلاما .
لو رضوا بالحجاب هان ولكن ... منعوها يوم الرياح الكلاما .
قال : فطرب محمد ودعا برطل وشرب فقال ماني : ما كان على قائل هذين البيتين لو أضاف غليهما هذين : .
فتنفست ثم قلت لطيفي ... ويك لو زرت طيفها إلماما .
حيها بالسلام سراً وإلا ... منعوها لشقوتي أن تناما