وأن تأبى فخذي ذقنه ... وخلصيها شعرة شعره .
قالت لها ما هكذاى عادتي ... فإن زوجي عنده ضجره .
أخاف إن كلمته كلمة ... طلقني قالت لها بعره .
وهونت قدري في نفسها ... فجاءت الزوجة محتره .
فقابلتني فتهددتها ... فاستقبلت رأسي بآجره .
ودامت الفتنة ما بيننا ... من أول الليل إلى بكره .
وحق من حالته هذه ... أن ينظر المولى له نظره .
وكتب غلى بعض الأصحاب : .
قل لعلي الذي صداقته ... على حقوق الأخوان مؤتمنه .
أخوك قد عودت طبيعته ... بشربة في الربيع كل سنه .
والآن قد عفت عليه وقد ... هدت قواه وخففت بدنه .
وعادوت يومها زيارته ... وما اعتراها من قبل ذاك سنه .
وصار عند القيام يحملها ... براحتيه كأنها زمنه .
جئت بها للطبيب مشتكياً ... ودمعتي كالعوارض الهتنه .
فقال عد لي إذا احتميت ولك ... في كل يوم دجاجة دهنه .
كيف وصولي إلى الدجاجة وال ... بيضة عندي كأنها بدنه .
فإن تجد لي بما أؤمله ... بشربة بالطيور مقترنه .
جزاك ربي إذا انسهلت بما ... شربت عن كل خرية حسنه .
أخبرني الشيخ الإمام الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس C قال : كانت له حمارة استعارها منه ناظر الشرقية فأعجبته فأخذها وجهز له ثمنها مايتي درهم فكتب على لسانها إلى الناظر : المملوكة حمارة البصيري تنشد : .
يا أيها السيد الذي شهدت ... ألفاظه لي بأنه فاضل .
أقصى مرادي لو كنت في بلدي ... أرعى بها في جوانب الساحل .
ما كان ظني يبيعني أحد ... قط ولكن سيدي جاهل .
لو جرسوه علي من سفه ... لقلت غيظاً عليه يستاهل .
وبعد هذا فما يحل لكم ... بيعي فإني من سيدي حامل .
فردها الناظر عليه ولم يأخذ الدراهم منه أخبرني الشيخ الإمام العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه بعد ما أملي علي نسبه كما سردته أولاً قال : أصله من المغرب من قلعة حماد من قبيل يعرفون ببني حبنون قلت : بحاء مهملة وباء موحدة ونونين بينهما واو على وزن زيدون قال : ولد ببهشيم من أعمال البهساوية يوم الثلثاء مستهل شوال سنة ثمان وست ماية ونشأ بدلا وأنشدني لنفسه : .
إذا خان من أهوى طوى سبب الهوى ... وغطت يد التقبيح عني جماله .
وصار كمثل الميت يأسى لفقده ... فؤادي ويأبى قربه ووصاله .
وأنشدني لنفسه أيضاً في من على عينه نكتة بياض : .
أنجد تجد الله في ... عينيه سراً أي سر .
طمس اليمين بكوكب ... وسيطمس اليسرى بفجر .
وأنشدني الشيخ أثير الدين من لفظه أيضا قال : أنشدني لنفسه البيتين الطائيين اللذين ذكرتهما أنا في هذا المعنى وأنشدني الشيخ أثير الدين له أيضاً ما قاله في الشيخ زين الدين ابن الرعاد : .
لقد عاب شعري في البرية شاعر ... ومن عاب أشعاري فلا بد أن يهجا .
وشعري بحر لا يوافيه ضفدع ... ولا يقطع الرعاد يوماً له لجا .
وأنشدني له أيضاً : .
وإني اختبرت الناس في حالتي غنى ... وفقر فما أحمدت من أحد خبرا .
وقد هذب التجريب كل مغفل ... فما أبقت الأيام من أحد غرا .
وروى عنه الشيخ أثير الدين فحينئذ لي رواية جميع شعره عن أثير الدين عنه وقال الشيخ أثير الدين : كان البوصيري شيخاً مختصر الجرم وكان فيه كرم قلت : وأظن وفاته كانت في سنة ست وتسعين أو سبع وتسعين وست ماية أو ما حولهما وللبوصيري في مديح النبي A قصايد طنانة منها قصيدة مهموزة أولها : .
ليس ترقا رقيك الأنبياء .
وقصيدة على وزن بانت سعاد أولها : .
إلى متى أنت باللذات مشغول ... وأنت عن كل ما قدمت مسؤل .
منها في ذكر كفار قريش :