وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أحبابَنا إن وَنَتْ عنِّي رسائلكم ... فلستُ أسألُ إِلاَّ الفضل والحسبا .
وحياتكم ما لنفسي عنكُمُ بدلٌ ... كلاّ ولا اتَّخذتْ في غيركم أرَبا .
أُعيذُ ودَّكم من أن يغيِّرهُ ... نأيٌ ولا جُرِّدَتْ من دون ذاك ظُبَى .
لعلَّ دهراً قضى بالبعد يجمعنا ... وقلَّما جاد دهرٌ بالَّذي سلبا .
أرضى بحكم زماني وهو يظلمني ... فيكم وأجني ببعدي عنكم التعبا .
ولن يُظَفِّرَني إِلاَّ بودَّكُمُ ... يا حيرتي فيكمُ إن ردَّ ما وهبا .
نسيتموني ولم أَعتدْ سوى كَرَمٍ ... منكم يُبَوِّئُني من فضلكم رُتَبا .
حاشاكمُ أن تَرَوْا هجري بلا سبب ... أو تجعلوا البين فيما بيننا حُجُبا .
عاقبتموني ولا ذنبٌ أتيتُ به ... فَقُلْ عن الصخر إذ يقسو ولا عجبا .
عودوا إلى جبر كسري لا فُجِعْتُ بكم ... فقد لقيتُ ببعدي عنكمُ نصبا .
وكتب هو إليَّ وأنا بدمشق وهو بصفد وقد ظنَّ أنِّي لمَّا كنت بالقاهرة تمالأتُ عليه وعلم الله كافٍ : .
إن كان ظنُّكَ أنَّني لك ظالمُ ... فارْحمْ لأن تُسْمَى بأنَّك راحمُ .
حَسْبُ المسيء من القصاص بأَنَّه ... جرحٌ بجرحٍ والسعيد مسالمُ .
كم قد حرصتُ على التَّنصُّلِ عندما ... وقع العتابُ فما أقالَ الحاكمُ .
الله يعلم أنَّني لك عاذرٌ ... والله منِّي بالبراءة عالمُ .
ها قد جرى لي ما جرى لك قبلها ... ووقعتُ في صفدٍ وأنفي راغمُ .
إن صحَّ لي فيها عليك جنايةٌ ... فجزاؤها هذا العقابُ اللازمُ .
فاقنعْ به واذكر قديمَ مودَّتي ... فالعهدُ فيما بيننا متقادِمُ .
أَوَلَم يكنْ ذنبٌ وحالي ما ترى ... فامدُدْ إليَّ يداً وجاهُك قائمُ .
فلقد تأتَّى ما تريد فوالِني ... منك الجميلَ فأنَّه لك دائمُ .
جارَ الزمانُ على وليِّك واعتدى ... وإليك للزمن الألدِّ يخاصِمُ .
من كان ليس بنادمٍ مُستدرِكٍ ... فأنا عليك إلى مماتي نادمُ .
كانتْ هناةٌ وانقضتْ ومَنِ الذي ... منَّا وليس له تُعَدُّ جرائمُ .
إنَّ الذي قَسَمَ الحظوظَ كما يشا ... للرزقِ ما بين البرايا قاسمُ .
قُلٌّ وكثرٌ وليس تبقى حالةٌ ... والدهر بين الناس بانٍ هادمُ .
يا من له أخلصتُ كنْ لي مخلصاً ... فعلى مُجازينا كلانا قادمُ .
أعلنتُ بالشكوى لضُرٍّ مَسَّني ... لكنَّ وُدِّي في الحقيقة سالمُ .
ولك السيادة حليةٌ ومكارمُ ... الأخلاقِ منها في يديك خواتمُ .
فاقبلْ أخوَّتيَ الجديدةَ إنَّني ... فيها لمجدك أو لودِّك خادمُ .
وإلى الرِّضى عُدْ بي وللحُسنى أَعِدْ ... حتَّى تقومَ على الصفاءِ علائمُ .
والبَسْ رياستك السنية حُلَّة ... أبداً لها من نسج سعدك راقمُ .
واجعلْ لها شكراً إقالةَ عثرةٍ ... من صاحبٍ قد صَدَّ عنه العالمُ .
أنتَ الخليلُ بل الخليُّ من الهَوَى ... وأخوَّتي قد جرَّها لك آدمُ .
فأَعِنْ أخاك بحسن سعيك مرَّةً ... إنَّ المغارِمَ في الإخاء مغانمُ .
ولم يزل في كتابة الإنشاء بدمشق إلى أن طلبه القاضي علاء الدين بن فضل الله إلى باب السلطان بمرسوم السلطان الملك المظفَّر فتوجَّه هو وولده شهاب الدين أحمد إلى الديار المصرية في البريد . ورُتِّب زين الدين المذكور موقِّعاً في الدَّسْت الشريف بالأبواب السلطانية وكان توجَّه من دمشق في يوم عيد الأضحى سنة سبع وأربعين وسبع مائة وأقام هناك إلى أن توفي C وسامحه في ثامن عشرين صفر سنة تسع وأربعين وسبع مائة بعد مرض طويل قاسى منه شدَّة .
ووقفتُ له على كتاب كان قد كتبه من صفد بخطِّه إلى القاضي علاء الدين ابن فضل الله وهو :