وبروحي معسولة الريق تحمي ... ها الظُّبَى والذوابل العسَّالهْ .
صحَّ وجدي غداة عاينتُ بالتو ... ديع تكسيرَ جفنها واعتلالَهْ .
وقال : .
هَبوا بحياة الحبّ لُبًّا لعاشقٍ ... متى ما دعاه البرقُ من نحوكم لبَّى .
لقد فلَّ من قلبي شَبا الصبرِ لمعُه ... وأيَّةُ نارٍ في الجوانح ما شبَّا .
كأنَّ الغوادي خِلن دمعيَ عاصياً ... فقد جرَّدتْ منه على مقلتي عَضْبا .
وقال : .
لا ومن قصَّر الوصال ومن صيَّ ... رَ ساعاتِ هجركمْ أعواما .
ما وجدْنا اللحاظ إلاَّ سيوفاً ... أُرهفتْ والجفونَ إلاَّ سهاما .
مُقَلٌ تجرح القلوب ويحمي ... ن ثغوراً عدَّلنَ فينا البَشاما .
يا لنجدٍ وأينَ منيَ نجدٌ ... بَعُدَتْ شُقَّةً وشطَّت مقاما .
تُربةٌ تُنبت الغصون رشاقاً ... لُدُناً تُثمر البدورَ تماما .
كلُّ بيضاءَ حجَّبوها بسمرا ... ءَ فأدنى مزارها أن تُراما .
تجعل الليل بالسفور صباحاً ... وسنا الصبح باللثام ظلاما .
وتُريك الدُّرَّين في النظم والنث ... ر حديثاً لِتربها وابتساما .
تفضح البدرَ والغزالَ وخُوطَ ال ... بان وجهاً ومقلةً وقَواما .
كم وقفنا فيها مع الغيثِ مثلي ... ن جفوناً وكَّافةً وغماما .
وقال : .
عاد مِن عِيد وصله ما تولَّى ... وسرى طيفُه فأهلاً وسهلا .
وهو البدر حلَّ منزلَ قلبي ... كيف أشتاقه وفي القلب حلاّ .
يا جليدَ الفؤاد ليتك تحنو ... مات هجراً من كنتَ أحييتَ وصلا .
كلَّما ضمَّنا محلُّ عتابٍ ... بِتُّ أبكي ذُلاًّ ويضحك دَلاّ .
وقال : .
آهاً لموقفِ ساعة ولَّى بهِ ... نفسي وما ملكتْ جزاءُ مُعيدِهِ .
أَرأَيتَ أَحسنَ من لواحظ سِربه ... ترنو وأَلينَ من رماحِ قدودِهِ .
زمن حكى رُمَّانُه وغصونه ال ... حلوَين من قاماته ونهودِهِ .
سُكري بخمرَي ريقه وسُلافه ... طرباً لزهرَي ورده وخدودِهِ .
والوُرق في أوراقه وكأَنَّما ... عبثتْ بمزمارٍ يدا داودِهِ .
وقال : .
ولربَّ ليلةِ موعدٍ كصدودهِ ... لا تهتدي فيها النجومُ لمطلعِ .
نازلتُها بالأبلجين : جبينِه ... وسُلافِ كأسِ يمينه المتشعشعِ .
وحللتُ بندَ قَبائه عن بانةٍ ... هيفاءَ تحكيها الغصونُ وتدَّعي .
والنجمُ خفَّاق كمقلة خائفٍ ... مترقّبٍ أو مثل قلبِ مروَّعِ .
أخشى الوشاةَ بها فلولا ثغرُه ... لبكَيتُ من ضَحِكِ البروق اللمَّعِ .
وأخادع الأَرواح عن أنفاسِهِ ... كتماً ويأبى المسكُ غيرَ تضوّعِ .
حتَّى لوَ انَّ الليلَ ينشد بدرَه ... في تمِّه لأصابه في مضجعي .
آهاً لشملٍ كالدُّموعِ مُبدَّدٍ ... فيه وعهدٍ كالهجوع مضيعِ .
وقال : .
من لي بقاسي القلب ليس يزول من ... بالي ولستُ بخاطرٍ في بالِهِ .
وكأَنَّ فجراً في بقيَّة ليلةٍ ... في جمر ذاك الخدّ فحمةُ خالِهِ .
أَمَّلتُ لثم عِذاره ومُنحتُه ... فنسيتُ ما أمّلتُ من إجلالِهِ .
وقنعتُ بالنظر الخفيِّ تنزُّهاً ... ووهبت طيبَ حرامه لحلالِهِ .
يا عاذليّ على هوى متجنّب ... ما ذقتما ما ذقتُ من بَلبالِهِ .
ألقى الغصونَ فأين لِينُ قوامِهِ ... وأرى البدورَ فأين حُسن كمالِهِ .
وقال : .
ثَنَتِ الشمولُ من الشمائلْ ... كالبانِ في ورَق الغلائلْ .
هَيَفٌ يُناط بأعينٍ ... مثل الأَسنَّة في الذوابلْ .
من كلِّ مخشيِّ الخلا ... فِ لأجله جَدَلُ العواذلْ .
هنَّ الظباء نواصباً ... هُدْبَ الجفون لنا حبائلْ