وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اجتمع يوماً بمحمد بن الحسن في مجلس الرشيد فقال الكسائي : من تبحر في علم يهدى إلى جميع العلوم فقال له محمد بن الحسن : ما تقول في من سها في سجود السهو هل يسجد مرة أخرى ؟ فقال الكسائي : لا قال : لماذا ؟ قال : لأن النحاة يقولون : التصغير لا يصغر . وقيل إن هذه جرت لمحمد بن الحسن والفراء النحوي فقال محمد بن الحسن : فما تقول في تعليق الطلاق بالملك ؟ قال : لا يصح قال : لم ؟ قال : لأن السيل لا يسبق المطر . وسيأتي ذكر ما جرى له مع سيبويه في ترجمته إن شاء الله تعالى .
وكتب إلى الرشيد يشكو العزبة : من الكامل .
قل للخليفة : ما تقول لمن ... أمسى إليك بحرمة يدلي .
ما زلت مذ صار الأمين معي ... عبدي يدي ومطيتي رجلي .
وعلى فراشي من ينهنهني ... من نومتي وقيامه قبلي .
أسعى برجل منه ثالثة ... موفورة مني بلا رجل .
وإذا ركبت أكون مرتدفاً ... قدام سرجي راكباً مثلي .
فامنن علي بما يسكنه ... عني وأهد الغمد للنصل .
فأمر له الرشيد بعشرة آلاف درهم وجارية حسناء وخادم وبرذون وجميع ما تحتاج الجارية إليه .
وحكي أنه كان يشرب الشراب ويأتي الغلمان . قيل إنه أقام غلاماً ممن عنده في الكتاب يفسق به وجاء بعض الكتاب ليسلم عليه فرآه الكسائي ولم يره الغلام فجلس الكسائي في مكانه وبقي الغلام قائماً مبهوتاً . فلما دخل الكاتب قال : ما شأن هذا الغلام قائماً ؟ قال : وقع الفعل عليه فانتصب . ذكر ذلك ياقوت في معجم الأدباء .
وأشرف الرشيد عليه يوماً وهو لا يراه فقام الكسائي ليلبس نعليه فابتدر الأمين والمأمون فوضعاها بين يديه . فقبل رؤوسهما وأيديهما وأقسم عليهما أن لا يعاودوا ذلك أبداً . فلما جلس الرشيد مجلسه قال : أي الناس أكرم خدماً ؟ قالوا : أمير المؤمنين أعزه الله تعالى فقال : بل الكسائي يخدمه الأمين والمأمون وحدثهم الحديث .
وقال الفراء : مدحني رجل من النحويين فقال لي : ما اختلافك إلى الكسائي وأنت مثله في النحو ؟ ! .
! .
فأعجبتني نفسي فأتيته فناظرته مناظرة الأكفاء وكأني كنت طائراً يغرف من البحر بمنقاره . وقال الفراء : مات الكسائي وهو لا يدري حد نعم وبئس ولا حد أن المفتوحة ولا حد الحكاية . ولم يكن الخليل يحسن حد النداء ولا كان سيبويه يدري حد التعجب .
وكان سبب تعلم الكسائي النحو أنه جاء إلى قوم من الهباريين وقد أعيى فقال : قد عييت فقالوا له : أتجالسنا وتلحن ؟ ! .
! .
فقال : كيف لحنت ؟ فقالوا : إن كنت أردت من انقطاع الحيلة والتحير في الأمر فقل : عييت مخففاً وإن كنت أردت من التعب فقل : أعييت . فأنف من هذه الكلمة ثم قام من فوره وأتى إلى معاذ الهراء ولازمه حتى أخذ ما عنده . وخرج إلى البصرة فأتى الخليل وجلس في حلقته فقال له رجل من الإعراب : تركت أسد الكوفة وتميماً وعندها الفصاحة وجئت إلى البصرة ! .
! .
فقال الخليل : من أين أخذت علمك هذا ؟ فقال : من بوادي الحجاز ونجد وتهامة . فخرج ورجع وقد أنفذ خمس عشرة قنينة حبراً في الكتابة عن العرب سوى ما حفظ . فلم يكن له هم غير البصرة والخليل فوجد الخليل قد مات وجلس في موضعه يونس النحوي . فمرت بينهما مسائل أقر له يونس فيها وصدره موضعه .
ولما أتى حمزة الزيات وتقدم ليقرأ عليه رمقه القوم بأبصارهم وقالوا : إن كان حائكاً فسيقرأ سورة يوسف وإن كان ملاحاً فسيقرأ سورة طه . فسمعهم فقرأ بسورة يوسف . فلما بلغ إلى قصة الذئب قرأ : " فأكله الذيب " بغير همزٍ فقال له حمزة : الذئب بالهمز فقال له الكسائي : وكذلك أهمز الحوت ؟ " فالتقمه الحوت " قال : لا قال : فلم همزت الذئب ولم تهمز الحوت وهذا " فأكله الذئب " وهذا " فالتقمه الحوت " ؟ فرفع حمزة بصره إلى خلاد الأحول وكان أجمل غلمانه فتقدم إليه جماعة من المجلس فناظروا فلم يصنعوا شيئاً . فقال : أفدنا رحمك الله . فقال الكسائي : تفهموا عن الحائك تقول : إذا نسبت الرجل إلى الذئب : قد استذأب الرجل ولو قلت : قد استذاب بغير همز لكنت إنما نسبته إلى الهزال أي : استذاب شحمه بغير همز . وإذا نسبته إلى الحوت تقول : قد استحات الرجل أي كثر أكله لأن الحوت يأكل كثيراً لا يجوز فيه الهمز . فلتلك العلة همز الذئب ولم يهمز الحوت . وفيه معنى آخر : لا يسقط الهمز من مفرده ولا من جمعه وأنشدهم : من الخفيف