وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قال القاضي محيي الدين : ورأيت في المنام كأن قائلاً يقول لي : قل للقاضي تاج الدين يعني ابن بنت الأعز قاضي القضاة إن شئت أن تدعو وأن يستجاب لك فاقعد بين قبر القاضي الفاضل وبين قبر الشيخ الشاطبي وادع فإن دعاك يستجاب أو ما هذا معناه فعرفته ذلك قال : كنت أفعل ذلك وتركته مدة وسر بذلك . وقال الصاحب كمال الدين بن العديم : إنه سمع عبد الرحيم بن شيث بالبيت المقدس وكان يكتب بين يدي الفاضل قال : كان الناس يشكون من الفاضل قلة اهتمامه بهم وأنه لا يوفيهم رد السلام إذا لقوه في طريق . قال : ولم يكن ذلك كبراً منه وإنما من يرى أنه لا يضيع وقتاً من أوقاته إما في مصلحة أو في عبادة فإذا ركب الدابة تنفل عليها فيمضي ويمر به الإنسان فيسلم عليه فلا يقطع صلاته فهذا كان سبب إهماله الاحتفال بالناس في رد السلام . قلت : لا تفي له صلاة النافلة بما يحصل له من كسر قلوب من هو دونه أو أنه يؤثم من هو مثله أو قريب منه لأنه يغتابه أو أنه يسبه أو غير ذلك .
وقال الشيخ موفق الدين عبد اللطيف البغداذي : والقاضي الفاضل هو الذي زاد في الكلاسة مثلها ولما حفرت وجد تحت الأرض أعمدة قائمة على عتب وفوقها مثلها وأثر العمارة متصل تحت الأرض ليس له نهاية وكأنه كان معبداً ووجدت فيه قبلة بحي الشمال . قال محيي الدين : ومدرسته بالقاهرة بدرب ملوخياً هي أول مدرسة بنيت بالقاهرة ووقفها على الفقهاء الشافعية والمالكية وجعل فيها قاعة لإقراء القرآن كان الشاطبي متصدراً بها وغيره وخرج منها جماعة من العلماء وكان الفقيه ابن سلامة مدرساً بها . وجعل قاعة للكتب وقف بها الكتب العظيمة الجليلة من التفاسير والشروح وأصناف العلوم . ومن مَبارّه الأرضي التي ابتاعها بالجمل الكثيرة من المال بأراضي اللوق على عين الأزرق بالمدينة الشريفة وهي قريب بستان البورجي وهي الآن بستان لبني قريش وبعضها دخل في الميدان الظاهري وعوض عنها أراضي بأكثر من قيمتها . ومن مباره الميضأة التي قريب مشهد الحسين بالقاهرة والمسجد والساقية ووقف عليها أراض قريب الخندق انتهى ما نقلته من خط محيي الدين بن عبد الظاهر .
وقال ابن مماتي : كنت في مجلس الفاضل فحدثه بعض حاضري مجلسه أن الغزالي لما ورد بغداذ سئل عن أبي المعالي الجويني فقال : تركته بنيسابور وقد أسمه الشفاء وقد كان شرع في مطالعة كتاب الشفاء لابن سينا قال : فجعل القاضي يتعجب من حسن قوله أسقمه الشفاء ويتمايل له ويقول : والله إن هذا كلام حسن بديع . وكان عنده ابن ولد الوزير ابن هبيرة فقال : كلام جدي في هذا المعنى أحسن وأبلغ قال له : وما هو ؟ قال : قوله الشفاء ترك الشفاء والنجاة ترك النجاة فقال الفاضل : لا ولا كرامة بين الكلامين بون لا يطلع عليه إلا أرباب الصنائع . وكتب إليه تاج الدين بن جراح : الخفيف .
أنا أهذي وأنت تقرا وترمي ... والليالي تمر والله حسبي .
فكتب فوق قوله : أنا أهذي أنت اعترفت بالهذيان وكتب في قوله : وأنت تقرأ وترمي الهذيان مرمى . وفوق قوله : والليالي تمر . نعم تمر علي وعليك . وكتب فوق قوله : والله حسبي وحسبي أيضاً .
ودخل أبو الخير سلامة الضرير عليه وكان له عليه حق يوجب الدالة يستقضيه في مهم كان سأله استنجازه من السلطان فمطله فتضجر أبو الخير وأنشده قول ابن الرومي : البسيط .
لا يسر الله خيراً أنت جالبه ... ولا أعان على مقدوره القدر .
فأنت عندي كزب الكلب مدخله ... سهل ومخرجه مستصعب وعر .
فقال الفاضل : يا أبا الخير وقع الفساد في موضع الحيا . وعرض عليه يوماً ورقة باسم مؤذنين يستخدمان اسم أحدهما مرتضى والآخر زيادة فكتب على رأس الورقة : أما مرتضى فزيادة وأما زيادة فمرتضى فصرف مرتضى واستخدم زيادة .
وحضر مرة من العجم واعظ وكان جميلاً مبدعاً في الحسن فاجتمع له الناس فوعظ فظهر منه خلاف ما يؤدي إلى الخشوع فقال الفاضل : يا لها من عظة منعظة وعمل الجماعة في هذا المعنى فقال الأسعد بن مماتي : السريع .
وجاهل بعد من ضيفه ... لما أتى من سفه منسفه .
فقبل الأرض فجف الثرى ... فيا لها من شفة منشفه .
وقال ابن الحجاج : حضرت يوماً عند الفاضل فحضر من ثقل عليه فاعتذر الفاضل فأقبل وقال الموت غداً فأنشد الفاضل : الرجز المجزوء