قلت : جلا هذا المعنى عروسا في ثياب حداد لأن المعنى جيد والألفاظ مرذولة التركيب وكانت له نوادر مع الحكام وحصل بينه وبين صفى الدين ابن مرزوق كلام بسبب جارية بعد عزله من الوزارة فكان يعامله على عادة معاملته له في الوزارة فقال الوتار : .
ما أبصر الناس ولم يبصروا ... في عصرهم مثل ابن مرزوق .
من جهله يحكم في عزله ... كهارب يضرب بالبوق .
ومن شعره الوتار : .
من لي بصاح والمدامة ريقه ... ثمل القوام لحاظه أبريقه .
ثم العواذل حين نم عذاره ... والغصن أحسن ما يكون وريقه .
وقف العذار بحده فكأنه ... لما تكامل آسه وشقيقه .
صبح أحاط به الظلام وقد غدا ... متحيرا لم يدر أين طريقه .
ابن مدودا الجزرى محمد بن أبي بكر بن عباس الأمير وكان أولا محتسب الجزيرة العمرية وانتقل إلى ماردين فولى حسبتها زمانا ثم انتقل منها وتعانى التجارة مسافرا فلما وصل العباسة وجد علم الدين تعاسيف المشد بها فسخر جماله بسبب أثقال الملك الصالح فتوجه إليه وقال له تطلق جمالى فلم يلتفت إليه فقال له مرة ثانية القها والجيد لك فقال له علم الدين ايش يتعانى المولى فقال له الأدب فقال ايش عملت في تسخير جمالك وأنشده بديها : .
اسكان مصر لا استقرت نفوسكم ... بأمن وطالت في الزمان الأراجيف .
ولا برحت عمالكم تعسف الورى ... بظلم تولاه المشد تعاسيف .
وشرع يتمم فقال إليه وقبل يده وعانقه وقال له بس واطلق جماله وجمال القفل لأجله وكتب إلى نواب بلبيس ونواب الزكاة بالقاهرة بان يعتدوا بما وجب عليه من جامكية المشد وتوفي فخر الدين سنة تسع وستين وست ماية .
شرف الدين الاردويلي الصوفي محمد بن أبي بكر شرف الدين أبو عبد الله الاردويلي الصوفي الشيخ الصالح كان من العلماء كثير الزهد والعبادة والذكر لازمه جماعة من الناس وانتفعوا به وكان مقيما بالسميساطية وله خلوات ومجاهدات ورياضات توفي سنة خمس وسبعين وست ماية بكرة نهار الخميس رابع المحرم وأخرجت جنازته إلى ميدان الحصا ودفن إلى جانب شيخه برهان الدين الموصلي المعروف بابن الحلوانية مجاورا لقبر صهيب الرومي رضى الله عنه على ما يقال وقد نيف على السبعين .
ابن خليل المكي محمد بن أبي بكر بن خليل بن إبراهيم بن يحيى ابن فارس الإمام رضى الدين المعروف بابن خليل المكي الشافعي شيخ الحرم ولد سنة ثلث وثلثين وروى عن ابن الجميزى وغيره وكان فقيها عالما متفننا ذا فضايل ومعارف وعبادة وصلاح وحسن أخلاق سمع منه ابن العطار البرزالي وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته توفي سنة ست وتسعين وست ماية .
الحفار محمد بن أبي بكر بن عبد السلام بن إبراهيم الصالحي المقرئ الحفار يعرف بابن الطبيل شيخ معمر ذو جلادة وهمة وملازمة للجماعة سمع الصحيح من ابن الزبيدي وحدث عنه ابن الخباز في معجمه في حياة ابن عبد الدايم وسمع منه ابن البرزالي وأخذ الشيخ شمس الدين عنه الثلاثيات وغير ذلك وتوفي سنة إحدى وسبع ماية .
ابن النور البلخي المقرئ محمد بن أبي بكر بن أحمد بن خلف أبو عبد الله ابن النور البلخي ثم الدمشقي المقرئ بالألحان ولد بدمشق سنة تسع وخمسين وسمع في القاهرة والاسكندرية روى عنه الحافظ المنذري وتوفي سنة ثلث وخمسين وست ماية .
أمين الدين ابن النحاس محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن هبة الله بن طارق الأسدي الحلبي الصفار الشيخ الصالح المعمر المسند أمين الدين نزيل دمشق ولد سنة خمس وعشرين وسمع لما حج مع أخوته من صفية القرشية ومن شعيب الزعفراني بمكة ومن يوسف الساوى وابن الجمزيى بمصر ومن ابن خليل بحلب وأجاز له أبو اسحق الكاشغري وطايفة وتفرد وضر وعجز وانحطم وابطل الحانوت وكان ساكنا خيرا عاميا وله دنيا وفيه بر وما تزوج قط ولا احتلم ثم أنه قدح بعد ما أضر فأبصر وتوفي سنة عشرين وسبع ماية