أبو بكر بن أبي شيبة عبد الله بن محمد بن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان بن خواسي الإمام أبو بكر العبسي مولاهم الكوفي الحافظ أحد الأعلام . سمع القاضي شريك وأبا الأحوص وعبد السلام بن حرب وأبا خالد الأحمر وجرير بن عبد الحميد وابن المبارك وعلي بن مسهر وسفيان بن عيينة وعباد بن العوام وعبد الله بن إدريس وحفص بن غياث وخلف بن خليفة وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وعبد العزيز بن عبد الصمد العمي وعلي بن هاشم بن البريد وعمر بن عبيد وهشيم بن بشير وخلقاً كثيراً . وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة وروى النسائي عن رجل عنه وابنه إبراهيم وابن أخيه محمد بن عثمان وأبو زرعة وبقي بن مخلد وخلق كثير . قال ابن حنبل : صدوق أحب إلي من أخيه . وقال العجلي : ثقة . وعن أبي عبيد قال : أحسنهم وضعاً لكتابٍ أبو بكر . وقال الخطيب : كان متقناً حافظاً صنف المسند والأحكام والتفسير وتوفي سنة خمس وثلاثين ومائتين .
القاضي الخلنجي عبد الله بن محمد بن أبي يزيد الخلنجي قاضي الكرخ وولي قضاء دمشق وكان جهمياً من أصحاب ابن أبي دؤاد وهو ابن أخت علويه المغني . توفي في حدود الستين ومائتين . وكان الخلنجي قد تقلد قضاء الشرقية في أيام الأمين وكان يجلس إلى أسطوانة من أساطين المسجد فيستند إليها بجميع جسده وإذا جاءه الخصمان ترك الاستناد إليها فإذا فصل القضية عاد إلى الأسطوانة فعمد بعض المجان إلى رقعةٍ من الرقاع التي يكتب فيها الدعاء فألصقها في موضع دنيته وطلاها بدبقٍ قجاء الخلنجي وجلس فالتصقت دنيته بالدبق وتمكن منها . فلما تقدم إليه الخصوم أقبل إليهم بجميع جسده فانكشف رأسه وبقيت موضعها مصلوبةً فقام مغضباً وعلم أنها حيلةٌ عليه فغطى رأسه بطليسانه وانصرف وتركها مصلوبةً مكانها وقال بعض الشعراء فيه : من المنسرح .
إن الخنجلي من تتايهه ... أثقل بادٍ لنا بطلعته .
ما تيه ذي نخوةٍ مناسبة ... بين أخاوينه وقصعته .
يصالح الخصم من يخاصمه ... خوفاً من الجور في قضيته .
لو لم تدبقه كف قابضه ... لصار تيهاً على رعيته .
واشتهرت القصة والأبيات ببغداد وعمل علويه ابن اخته حكايةً أعطاها للزفافين والمخنثين فأحرجوه فيها فاستعفى الخلنجي من القضاء ببغداد وتولى بعض الكور البعيدة فولي دمشق أو حمص فلما ولي المأمون غناه علويه يوماً شعر الخلنجي وهو : من الطويل .
برئت من الإسلام إن كان ذا الذي ... أتاك به الواشون عني كما قالوا .
ولكنهم لما رأوك غريةً ... بهجري تواصوا بالنميمة واحتالوا .
فقد صرت أذناً للوشاة سميعةً ... ينالون من عرضي ولو شئت ما نالو .
فقال المأمون : من يقول هذا ؟ قال : قاضي دمشق ! .
فأشخص وجلس المأمون وأحضر علويه ودعي بالخلنجي فقال له : أنشدني قولك : برئت من الإسلام ! .
فقال : يا أمير المؤمنين ! .
هذه أبيات قلتها منذ أربعين سنةً وأنا صبيٌّ والذي أكرمك بالخلافة ما قلت شعراً منذ أربعين سنة إلا في زهدٍ أو في عتاب صديقٍ فأجلسه وناوله قدحاً فأرعد وبكى وأخذه وقال : والله يا أمير المؤمنين ما غيرت الماء بشيء قط مما يختلف في تحليله ! .
فقال : لعلك تريد نبيذ الزبيب أو التمر ؟ فقال : لاوالله لا أعرف شيئاً من ذلك ! .
فأخذ المأمون القدح من يده وقال : أما والله لو شربت شيئاً من هذا لضربت عنقك ولقد ظننت أنك صادقٌ في كل قولك ولكن لا يتولى القضاء لي أبداً رجلٌ يحلف ببراءته في الإسلام ! .
إنصرف إلى منزلك ! .
وأمر علويه أن يغير هذه الكلمة ويقول بدلها : حرمت مناي منك .
المخرمي عبد الله بن محمد بن أيوب المخرمي . روى عنه ابن صاعد وابن مخلدٍ وآخرون . قال ابن أبي حاتم : سمعت منه مع أبي وهو صدوق . وتوفي سنة خمسٍ وستين ومائتين . قلت كذا ذكره الشيخ شمس الدين والظاهر أنه الذي تقدم ذكر وفاته في سنة ستٍ وخمسين ومائتين .
أبو البختري عبد الله بن محمد بن شاكر أبو البختري البغدادي العنبري . قال الدارقطني : ثقة صدوق . وتوفي سنة سبعين ومائتين .
النوقاني