وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكتب القاضي محيي الدين يستدعي بعض أصحابه إلى الحمام : هل لك أطال الله بقاك إطالة تكرع في منهل النعيم وتتملى بالسعادة تملي الزهر بالوسمي والنظر بالحسن والوسيم في المشاركة في جمع بين جنة ونار وأنواءٍ وأنوار وزهر وأزهار قد زال فيه الاحتشام فكل عارٍ ولا عار . نجوم سمائه لا يعتريها أفول وناجم رخامه لا يعتريه ذبول تنافست العناصر على خدمة الحال به تنافساً أحسن كل فيه التوسل إلى بلوغ أربه فأرسل ما جسده جسده من زبده لتقبيل أخمصه إذ قصرت همته عن تقبيل يده . ولم ير التراب له في هذه الخدمة مدخلاً . فتطفل وجاء وما علم أنّ التسريح لمن جاء متطفلاً والنار رأت أنه عين مباشرتها وأنها بفرض خدمته لا تخل ولأن لها حرمة هداية الضيف في السرى وبها دفع القر ونفع القرى فأعملت ضدها الماء فدخل وهو حر الأنفاس وغلت مراجله فلأجل ذلك داخله من صوت تسكابه الوسواس ورأى الهواء أنه قصر عن مطاولة هذه المبار فأمسك متهيباً ينظر ولكن من خلف زجاجةٍ إلى تلك الدار . ثم إن الأشجار رأت أنها لا شائبة لها في هذه الخطوة ولا مساهمة في تلك الخلوة فأرسلت من الأمشاط أكفاً أحسنت بما تدعو إليه الفرق ومرت على سواد العذار الفاحم كما يمر البرق وذلك بيد قيمٍ قيمٍ بحقوق الخدمة عارفٍ بما يعامل به أهل النعيم أهل النعمة خفيف اليد مع الأمانة موصوفٌ بالمهارة عند أهل تلك المهانة لطف أخلاقاً حتى كأنها عتابٌ بين جحظة والزمان وحسن صنعه فلا يمسك يداً إلا بمعروفٍ ولا يسرح تسريحاً إلا بإحسان أبداً يرى من طهارته وهو ذو صلف ويشاهد مزيلاً لكل أذى حتى لو خدم البدر لأزال وجهه الكلف . بيده موسى كأنها صباحٌ ينسخ ظلاماً أو نسيم ينفض عن الزهر كماماً إذا أخذ صابونه أوهم من يخدمه بما يمره على جسده أنه بحرٌ عجاج وأنه يبدو منها زبد الأعكان التي هي أحسن من الأمواج فلهم إلى هذه اللذة ولا تعد الحمام أنها دعوة أهل الحراف فربما كانت هذه من بين تلك الدعوات فذة . ولعل سيدنا يشاهد ما لا يحسن وصفه قلمي وأستحسن وصفه ليدي وفمي إذ جمح عناني فأقول وإذا ترامت بي الخلاعة أخلع ما يتستر به ذوو العقول . لديّ - أبهجك الله - غصونٌ قد هزها الحسن طرباً ورماحٌ لغير كفاحٍ قد نشرت الشعور عذباً وبدورٌ أسدلت من الذوائب غيهباً . قد جعلت بين الخصور والروادف من المآزر برزخاً لا يبغيان وعلمنا بهم أننا في جنةٍ " تجري من تحتها الأنهار " وتطوف علينا بها الولدان . يكاد الماء إذا مر على أجسادهم يخرجها بمره والقلب يخرج إلى مباشرتها من الصدر وعجيبٌ من مباشر لأمر لا يلتقيه بصدره إذا أسدل ذوائبه ترى ماءً عليه ظلٌّ يرف وجوهراً من تحت عنبر يشف يطلب كل منهم السلام وكان الواجب طلب السلامة . وكيف لا وقد غدا كل منهم أمير حسنٍ وشعره المنثور وخاله العلامة إذا قلب بأصفر الصفر ماء على الحضار قلت هذا بدرٌ بيده نجمٌ تقسم منه أشعة الأنوار وإن أخذ غسولاً وأمره على جسمه مفركاً لم يبق عضوٌ إلا واكتسب منه لطافةً وراح مدلكاً فما عذرك في انتهار الفرص وأقتناص هذه الشوارد التي يجب على مثلك أن يغدو لها وقد أقتنص . والله تعالى يوالي المسار ويجعلها لديك دائمة الاستقرار بمنه وكرمه .
وأما شعره فأحسنه المقاطيع وأما القصائد فربما قصر فيها . ومن ذلك ما نقلته من خطه من كتاب فلتة اليراعة ولفتة البراعة قال في دواةٍ منزلة : من مجزوء الرجز .
دواة مولانا بدت ... أوصافها مكلمة .
بحسنها قد شهدت ... أقلامها المعدله .
قد أعجزت آياتها ... لأنها منزَّله .
أمُّ الكتاب قد غدت ... لأنها مفصَّلة .
وقال : من الوافر .
ذباب السيف من لحظٍ إليه ... لأخضر صدغه بعض انتساب .
ولا عجبٌ إذا ما قيل هذا ... له صدغٌ زمرده ذبابي .
وقال : من الدوبيت .
لله ليالٍ أقبلت بالنعم ... في ظل بناءٍ شاهقٍ كالعلم .
بالجيزة والنيل بدا أوله ... في مقتبل الشباب عند الهرم .
وقال في مليح مشطوب : من البسيط .
لك طرفُ طرفٍ حمى من حسنك السرحه ... كم قد أغار على العشاق في صبحه .
لما علمت بأنو سابق اللمحه ... عليه قد خفت شطبتو على صحه