وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وصد عني فلم يسأل لجفوته ... عن هائمٍ دمعه من بعده هام .
يا ليت شعري ألم يبلغه أن له ... أخاً بمصر حليف الضعف مذ عام .
ما كان ظني هذا في مودته ... ولا الحديث كذا في ساكني الشام .
فأجابه الشيخ تقي الدين C تعالى عن ذلك : من البسيط .
يا ساكني مصر فيكم ساكن الشام ... يكابد الشوق من عامٍ إلى عام .
الله في رمق أودى السقام به ... كم ذا يعلل فيكم نضو أسقام .
ما ظنكم ببعيد الدار منفردٍ ... حليف هم وأحزانٍ وآلام .
يا نازحين متى تدنو النوى بكم ... حالت لبعدكم حالي وأيامي .
كم أسأل الطرف عن طيفٍ يعاوده ... وما لجفني من عهدٍ بأحلام .
أستودع الله قلباً في رحالكم ... عهدته منذ أزمانٍ وأعوام .
وما قضى بكم في حبكم أرباً ... ولو قضى فهو من وجدٍ بكم ظام .
من ذا يلوم أخا وجدٍ بحبكم ... فأبعد الله عذالي ولوامي .
في ذمة الله قومٌ ما ذكرتهم ... إلا ونم بوجدي مدمعي الدامي .
قومٌ أذاب فؤادي فرط حبهم ... وقد ألم بقلبي أي إلمام .
ولا اتخذت سواهم منهم بدلاً ... ولا نقضت لعهدي عقد إبرام .
ولا عرفت سوى حبي لهم أبداً ... حباً يعبر عنه جفني الهامي .
يا أوحداً أعربت عنه فضائله ... وسار في الكون سير الكواكب السامي .
في نعت فضلك حار الفكر من دهشٍ ... وكل ظامٍ سقي من بحرك الطامي .
لا يرتقي نحوك الساري على فلكٍ ... فكيف من رام أن يسعى بأقدام .
منك استفاد بنو الآداب ما نظموا ... وعنك ما حفظوا من رقم أقلام .
إن الشهاب الذي سامى السماك علىً ... وفضل فضلك فينا فيض إلهام .
لما رأيت كتاباً أنت كاتبه ... وأضرم الشوق عندي أي إضرام .
أنشدت قلبي هذا منتهى أربي ... أعاد عهد حياتي بعد إعدامي .
يا ناظري خذا من خده قبلاً ... فهو الجدير بتقبيلٍ وإكرام .
ثم اسرحا في رياضٍ من حدائقه ... وقد زها زهرها الزاهي بأكمام .
من ذا يوفيه في رد الجواب له ... عذراً إليه ولو كنت ابن بسام .
فكم جنحت ولي طرفٌ يخالسه ... وأنثني خجلاً من بعد إحجام .
يا ساكناً بفؤادي وهو منزله ... محل شخصك في سري وأوهامي .
حقاً أراك بلا شك مشاهدةً ... ما حال دونك إنجادي وإتهامي .
ولذ عتبك لي يا منتهى أربي ... وفي العتاب حياةٌ بين أقوام .
حوشيت من عرضٍ يشكي ومن ألم ... لكن عبدك أضحى حلف آلام .
ولو شكا سمحت منه شكايته ... إن الثمانين تستبطي يد الرام .
وحيد دارٍ فريدٌ في الأنام له ... جيرانُ عهدٍ قديمٍ بين آكام .
طالت بهم شقة الأسفار ويحهم ... أغفوا وما نطقوا من تحت أرجام .
أبلى محاسنهم مر الجديد بهم ... وأبعد العهد منهم بعد أيام .
فلا عداهم من الرحمان رحمته ... فهي الرجاء الذي قدمت قدامي .
وكم رجوت إلهي وهو أرحم لي ... وقل عند رجائي قبح آثامي .
فطال عمرك يا مولاي في دعةٍ ... ودام سعدك في عز وإنعام .
ولا خلت مصر يوماً من سناك بها ... ولا نأى نورك الضاحي عن الشام .
قلت : وأنشدني العلامة شيخنا أثير الدين أبو حيان إجازة قال : أنشدنا الشيخ تقي الدين ابن تمام لنفسه : من الطويل .
وقالوا تقول الشعر قلت أجيده ... وأنظمه كالدر راقت عقوده .
وأبتدع المعنى البديع بصنعةٍ ... يحلى بها عطف الكلام وجيده