وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وكان عبد الملك بن مروان يعبث به فوجَّه إليه ليلةً رسولاً وقال : جئني به على أيِّ حالٍ وجدته . فهجم الرسول إليه فوجده داخلاً إلى بيت الخلاء . فقال : أجب الأمير . فقال : ويحك ! .
أكلت كثيراً وشربت نبيذاً حلواً وقد أخذني بطني فقال : لا سبيل إلى مفارقتك . فأخذه وأتى به فوجده قاعداً في طارمةٍ وعنده جارية جميلة يتحظَّاها وهي تسجر البخور . فجلس يحادثه وهو يعالج ما هو فيه من داء بطنه . فعرضن له ريحٌ فسيَّبها ظنّاً أن البخور يسترها . قال حمزة : فو الله لقد غلب ريحها المنتن ذلك النَّدّ فقال : ما هذا يا حمزة ؟ قال : فقلت : عليَّ عهد الله وعلي المشي والهدي إن كنت فعلتها وما فعلها إلا هذه الجارية فغضب وخجلت الجارية وما قدرت على الكلام . ثم جائتني أخرى فسرَّحتها وسطع والله ريحها . فقال : ما هذا ويلك ؟ أنت والله الآفة . فقلت : امرأتي طالق إن كنت فعلتها فقال : وهذه اليمين لازمة لي إن كنت فعلتها وما هو إلا عمل هذه الجارية . فقال : ويلك ما قصتك ؟ قومي إلى الخلاء إن كنت تجدين شيئاً فأطرقت وطمعت فيها فسرحت الثالثة فسطع من ريحها ما لم يكن في الحساب . فغضب عبد الملك حتى كاد يخرج من جلده ثم قال : يا حمزة خذ بيد هذه الجارية الزانية فقد وهبتها لك وامض فقد نغَّصت عليَّ ليلتي . فأخذت بيدها وخرجت فلقيني خادم فقال لي : ما تريد أن تصنع ؟ فقلت : أمضي بها فقال : والله لئن فعلت ليبغضنَّك بغضاً لا تنتفع به بعده . وهذه مائتا دينار فخذها ودع هذه الجارية . فقلت : والله لا نقصتك من خمس مائة دينار . فقال : ليس إلا ما قلت لك . فأخذتها وأخذ الجارية . فلما كان بعد ثلاث دعاني عبد الملك فلقيني الخادم فقال : هذه مائة دينار أخرى وتقول ما لا يضرُّك ولعلَّه ينفعك . فقال : ماهو ؟ قال : إذا دخلت إليه تدَّعي عنده أنَّ تلك الفسوات الثلاث منك . فقلت : هاتها . ودخلت فلما وقفت بين يديه قلت : لي الأمان يا أمير المؤمنين . فقال : قل فقلت : أرأيت تلك الليلة ما جرى من الفسوات . قال : نعم قلت : عليَّ وعليَّ إن كان فساهن غيري . فضحك حتى سقط على قفاه وقال : فلم ويلك ما أخبرتني ؟ فقلت : أردت خصالاً منها : أن قمت وقضيت حاجتي ومنها أني أخذت جاريتك ومنها أني كافأتك على أذاك لي بمثله حيث منعني رسولك من دفع أذاي . قال : وأين الجارية ؟ قلت : ما خرجت من دارك . وأخبرته الخبر فسرَّ بذلك وأمر لي بمائتين دينارٍ أخرى وقال : هذه لجميل فعلك وتركك أخذ الجارية وأخبار حمزة في الأغاني كثيرة وكلها ظريف .
شمس الدين حمزة التُّركمانيّ