وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

حمَّاد بن أبي ليلى ميسرة أبو سابور أبو القاسم الكوفيّ المعروف بالرواية . ولاؤه لبكر بن وائل . كان اخبارياً علاَّمة خبيراً بأيام العرب ووقائعها وشعرها . وكانت بنو أمية تقدَّمه وتؤثره وتحب مجالسته . قيل أن الوليد قال له : كم مقدار ما تحفظ من الشعر ؟ قال : أنشدك على كلِّ حرف مائة قصيدة طويلة سوى المقطّعات من شعر الجاهلية دون الإسلام . فامتحنه فأنشده ألفين وسبع مائة قصيدة . فأمر له بمائة ألف درهم . وكان غير موثوق به . كان ينحل شعر الرجل غيره ويزيد في الأشعار . وهو أوّل من جمع شعر العرب . قال المدائني : ومن أهل الكوفة ثلاثة نفر من بكر بن وائل أئمة : أبو حنيفة في الفقه وحمزة الزيات في القراءات وحماد الراوية في الشِّعر . وكان المنصور يستخفّ مطيع بن إياس ويحبّه . فذكر له حمّاداً وكان صديقه . وكان حمّاد مطّرحاً مجفوّاً في أيامهم . فقال له : آتنا به لنراه . فأتاه مطيع وأعلمه بذلك . فقال له حمّاد : دعني فإنّ دولتي كانت مع بني أمية وما لي مع هؤلاء خير . فأبى مطيع وألزمه بالتَّوجُّه معه إلى المنصور فأمره بالجلوس وقال له : أنشدني قال : أيها الأمير لشاعر بعينه أم لمن حضر ؟ قال : بل أنشدني لجرير . قال : فسلخ والله شعر جرير من قلبي إلا قوله : من الكامل .
بان الخليط برامتين فودَّعوا ... أو كلَّما عزموا لبينٍ تجزع .
فاندفعت فأنشدته إياه حتى انتهيت إلى قوله : .
وتقول بوزع قد دببت على العصا ... هلاَّ هزئت بغيرنا يا بوزع .
فقال له : أعد هذا البيت فأعدته فقال : بوزع أيش هو ؟ فقلت اسم امرأة . فقال : هو بريء من الله ورسوله نفيّ من العبَّاس . إن كانت بوزع إلا غولاً من الغيلان تركتني يا هذا والله لا أنام اللَّيلة من فزع بوزع . يا غلمان فقاه . قال : فصفعت حتى لم أدر أين أنا ثم قال : جرُّوا برجله فجروا برجلي حتى أخرجت من بين يديه محسوباً . فتخرَّق السَّواد وانكسر جفن السِّيف . فلما انصرفت أتاني مطيع يتوجَّع لي فقلت له : ألم أخبرك أني لا أصيب من هؤلاء خيراً وأنَّ حظي قد مضى مع بني أمية . وكان انقطاع حمّاد إلى يزيد بن عبد الملك . وكان هشام يجفوه فلما ولي الأمر اختفى حمَّاد . وبقي سنة في بيته لا يخرج . ثم إن هشاماً استقدمه من الكوفة إلى دمشق في اثنتي عشرة ليلة ودفع إليه متولي الكوفة خمس مائة دينار وجملاً مرحولاً . فلما دخل عليه فإذا جاريتان لم ير مثلما وفي أذن كلِّ واحدة لؤلؤتان في حلقتين يوقدان فقال له : بيت خطر لي لم أدر لمن هو وهو : من الخفيف .
فدعوا بالصَّبوح يوماً بجاءت ... قينةٌ في يمينها إبريق .
فقلت : هذا يقوله عدي بن زيد في قصيدة . فقال أنشدنيها فأنشدته : .
بكر العاذلون في وضح الصُّب ... ح يقولون لي : ألا تستفيق ؟ .
ويلومون فيك يا ابنة عبد الله ... والقلب عندكم موثوق .
لست أدري إذ أكثروا العذل عندي ... أعدوٌ يلومني أم صديق .
زانها حسنها وفرعٌ عميمٌ وأثيتٌ ... صلت الجبين أنيق .
وثنايا مفلَّجات عذابٌ ... لا قصارٌ تزري ولا هنَّ روق .
فدعت بالصَّبوح يوماً فجاءت ... قينةٌ في يمينها إبريق .
قدَّمته على عقارٍ كعين الدّيك ... صفَّى سلافها الرّاووق .
ثم كان المواج ماء سحابٍ ... غير ما آجنٍ ولا مطروق