وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قلت وقد رأيت بعضهم ينكر جبنه واعتذر له بأن قال أنّه كان يهاجي قريشاً ويذكر مساؤئهم ولم يبلغنا أن حداً عيّره بالجبن والفرار من الحروب . وقد هجا الحارث بن هشام المخزومي بالبيتين اللَّذين تقدّما في ترجمته وما أجابه بما ينقض عليه بل اعتذر عن فراره أو كما قال : وقال ابن الكلبي أن حسَّان كان لسناً شجاعاً فأصابته علّة أحدثت له الجبن فكان بعد ذلك لا يقدر بنظر إلى قتال ولا يشهده . قال ابن عساكر قال عطاء بن أبي رباح : دخل حسّان على عائشة بعدما عمي فوضعت له وسادة فدخل عبد الرحمن بن أبي بكر فقال : أجلسته على وسادة وقد قال ما قال ؟ فقال أنه تعنَّى كان يجيب عن رسول الله A ويشفي صدره من أعدائه وقد عمي وإنّي لأرجو أن لا يعذَّب في الآخرة انتهى .
قلت : أراد عبد الرحمن بن أبي بكر ما قاله حسّان في قصة الإفك لأن الذين تحدثوا في شأن عائشة كانوا جماعةً : عبد الله بن أبي بن سلون ومسطح بن أثاثة وحسّان بن ثابت وحمنة بنت جحش وقوله تعالى : والذي تولَّى كبره منهم له عذابٌ عظيم . قال المفسرون : هو حسان بن ثابت أو عبد الله بن أبيّ بن سلول وتاب الله على الجماعة إلاّ عبد الله السّلوليّ فإنه مات منافقاً وقيل لعائشة : لم تأذنين لحسّان عليك والله يقول : والَّذي تولَّى كبره منهم له عذابٌ عظيمٌ فقالت : وأيُّ عذاب أشدّ من العمى . ولما أنشد حسّان عائشة شعره الذي منه قوله : من الطويل .
حصان رزانٌ ما تزنُّ بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل .
قالت له : لكنك لست كذلك . وقعد صفوان بن المعطّل لحسان بسبب قصة الإفك وضربه بالسيف وهذه القصة مذكورة في مواطنها من كتب التفسير والحديث مستوفاة هناك وليس هذا مكان استقصائها . وقال حسان للنبي A لما طلبه بهجو قريش : لأسلَّنك منهم سلّ الشعرة من العجين ولي مقول ما أحب أنّ لي به مقول أحدٍ من العرب وإنّه ليفري ما لا تفريه الحربة . ثم أخرج لسانه فضرب به أنفه . كأنه لسان شجاع بطرفه شامة سوداء ثم ضرب به ذقنه وقال : لأفرينَّهم فري الأديم فصبَّ على قريش منه شابيب شرّ فقال : اهجهم كأنك تنضحهم بالنبل . فهجاهم فقال رسول الله A : لقد شفيت يا حسان وأشفيت .
وعن النبي A : ذاك حاجز بيننا وبين المنافقين لا يحبه إلاّ مؤمن ولا يبغضه إلاّ منافق .
وعن محمد بن سيرين قال : كان يهجو النبيَّ A جماعةٌ من قريش : عبد الله بن الزِّبعري وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب وعمرو بن العاص . فقال حسّان : يا رسول الله ايذي لي في الرَّدِّ عليهم فقال النبي A : فكيف وهو منّي يعني أبا سفيان . فقال : والله لأسلنَّه منك كما تسلُّ الشَّعرة من العجين فقال النبي A : يا حسان فائت أبا بكرٍ فإنه أعلم بأنساب القوم منك . فأتاه فقال له : كفَّ عن فلانة واذكر فلانة فقال حسّان : من الوافر .
هجوت محمداً فأجبت عنه ... وعند الله في ذاك الجزاء .
فإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمّدٍ منكم وقاء .
أتهجوه ولست له بكفءٍ ... فشرُّكما لخيركما الفداء .
قلت : قال علماء الأدب هذا أنصف بيت قالته العرب ولما ورد وفد تميم على النبي A للمفاخرة على ما ذكر في ترجمة ثابت بن قيس بن شماس وقام خطيبهم وقال ما قال وقام ثابت بن قيس وقال ما قال قام الزبرقان من الوفد المذكور وقال : من البسيط .
نحن الملوك فلا حيٌّ يقاربنا ... منا الملوك وفينا يوجد الربع .
كم قد قسرنا من الأحياء كلِّهم ... عند النِّهاب وفضل العزِّ يتَّبع .
وننحر الكوم عبطاً في منازلنا ... للنازلين إذا ما استطعموا شبعوا .
ونحن نطعم عند القحط ما أكلوا ... من العبيط إذا لم يظهر القزع .
ونبصر الناس تأتينا سراتهم ... من كل أوبٍ فنمضي ثم نتَّبع .
فأرسل رسول الله A إلى حسان فجاء فأمره أن يجيبه فقال : من البسيط .
إن الذوائب من فهرٍ وإخوتهم ... قد بيَّنوا سنَّةً للناس تتَّبع .
يرضى بهم كلُّ من دانت سريرته ... تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا