وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وقال الصاحب : حضرت مجلس ابن العميد عشيةً من عشايا رمضان وقد حضره الفقهاء والمتكلمون للمناظرة وأنا إذ ذاك في ريعان شبابي فما تفوض المجلس وانصرف القوم إلا وقد حل الإفطار فأنكرت ذلك في نفسي واستقبحت إغفاله أمر إفطار الحاضرين مع وفور رياسته واتساع حاله واعتقدت أن لا أخل بما أخل به إذا قمت مقامه . فكان الصاحب لا يدخل عليه أحد في رمضان بعد العصر كائناً من كان فيخرج من داره إلا بعد الإفطار عنده وكانت داره لا تخلو كل ليلة من ليالي رمضان من ألف نفس مفطرة وكانت صدقاته وقرباته تبلغ في شهر رمضان مبلغ ما يطلقه في السنة كلها . وكان في الصغر إذا أراد المضي إلى المسجد ليقرأ تعطيه والدته ديناراً في كل يوم ودرهماً وتقول له : تصدق بهذا على أول فقير تلقاه ! .
فجعل هذا دأبه في شبابه إلى أن كبر وماتت والدته وهو على هذا يقول للفراش في كل ليلة : اطرح تحت المطرح ديناراً ودرهماً ! .
لئلاّ ينساه . فبقي على هذا مدة ثم إن الفراش نسي ليلةً من الليالي أن يطرح له الدرهم والدينار فانتبه وصلى وقلب المطرح ليأخذ الدرهم والدينار فما رآهما فتطير من ذلك وظن أنه لقرب أجله فقال للفراشين : شيلوا كل ما هنا من الفرش وأخرجوه وأعطوه لأول فقير تلقونه حتى يكون كفارة لتأخير هذا ! .
فلقوا أعمىً هاشمياً يتكئ على يد امرأة فقالوا : تقبل هذا ! .
فقال : ما هو ؟ فقالوا : مطرح ديباج ومخاد ديباج . فأغمي عليه فأعلموا الصاحب بأمره فأحضره وسقاه شراباً بعدما رش عليه الماء فلما أفاق سأله فقال : اسألوا هذه المرأة إن لم تصدقوني فقال له : اشرح ! .
فقال : أنا رجل شريف ولي ابنة من هذه المرأة خطبها رجل فزوجناه ولي سنتين آخذ القدر الذي يفضل عن قوتنا أشتري لها به قطعةً صفراء وطفرية وما أشبه ذلك . فلما كان البارحة قالت أمها : اشتهيت لها مطرح ديباج ومخاد ديباج . فقلت : من أين لي ذلك ؟ وجرى بيني وبينها خصومة إلى أن سألتها أن تأخذ بيدي وتخرجني حتى أمضي على وجهي فلما قال لي هؤلاء هذا الكلام حق لي أن يغشى علي . فقال : لا يكون الديباج إلا مع ما يليق به هاتم الأنماطيين ! .
فجيء بهم فاشترى منهم الجهاز الذي يليق بذلك المطرح وأحضر زوج الصبية ودفع إليه بضاعةً سنية .
واستدعى في بعض الأيام شراباً فأحضروا قدحاً فلما أراد أن يشربه قال له أحد خواصه : لا تشربه فإنه مسموم ! .
وكان الغلام الذي ناوله واقفاً فقال للمحذر له : ما الشاهد على صحة قولك ؟ قال : تجربه في الذي ناولك إياه ! .
فقال : لا أستجيز ذلك ولا أستحله ! .
قال : فجربه في دجاجة . قال : التمثيل بالحيوان لا يجوز . ورد القدح وأمر بقلبه وقال للغلام : انصرف عني ولا تدخل داري ! .
وأمر بإقرار جاريه وجرايته عليه وقال : لا يدفع اليقين بالشك والعقوبة بقطع الرزق نذالة .
وقال الصاحب : أنفذ إلي أبو العباس تاش الحاجب رقعةً في السر بخط صاحبه نوح بن منصور ملك خراسان يريدني فيها على الانحياز بحضرته ليلقي إلي مقاليد ملكه ويعتمدني لوزارته ويحكمني في ثمرات بلاده . قال : فكان فيما اعتذرت إليه من تركي امتثال أمره طول ذيلي وكثرة حاشيتي وصبيتي وحاجتي لنقل كتبي خاصةً إلى أربعمائة جمل . فما الظن بما يليق بها من تجمل مثلي ؟ وكان يقول لجلسائه : نحن بالنهار سلطان وبالليل إخوان . وكان مكي المنشد قديم الصحبة للصاحب والخدمة فأساء إليه غير مرة فلما كثر ذلك منه أمر بحبسه في دار الضرب وكانت في جواره فاتفق أن الصاحب صعد سطح داره وأشرف على دار الضرب فناداه مكي : " فاطَّلَعَ فَرَآه في سواءِ الجحيم " فضحك الصاحب وقال : " اخْسَأوا فيها ولا تكلِّمون " ثم أمر بإطلاقه . ودخل إلى الصاحب رجل لا يعرفه فقال : أبو من ؟ فأنشد الرجل من الطويل : .
وتتّفق الأسماءُ في اللفظ والكُنى ... كثيراً ولكنْ لا تلاقى الخلائقُ