وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

قد نلت بالعزم والكتمان ما عجزت ... عنه ملوك بني مروان إذا حشدو ... ما زلت أضربهم بالسيف فانتبهوا ... من رقدة لم ينمها قبلهم احد ... وطفت أسعى عليهم في ديارهم ... والقوم في ملكهم في الشام قد رقدوا ... ومن رعى غنما في ارض مسبعة ... ونام عنها تولى رعيها الأسد ... .
وقد كان قتل أبي مسلم بالمدائن يوم الأربعاء لسبع خلون وقيل لخمس بقين وقيل لأربع وقيل لليلتين بقيتا من شعبان من هذه السنة اعني سنة سبع وثلاثين ومائة قال بعضهم كان ابتداء ظهوره في رمضان من سنة تسع وعشرين ومائة وقيل في شعبان سنة سبع وعشرين ومائة وزعم بعضهم أنه قتل ببغداد في سنة أربعين وهذا غلط من قائله فإن بغداد لم تكن بنيت بعد كما ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ورد هذا القول .
ثم إن المنصور شرع في تأليف أصحاب أبي مسلم بالأعطية والرغبة والرهبة والولايات واستدعى أبا إسحاق وكان من أعز أصحاب أبي مسلم وكان على شرطة أبي مسلم وهم بضرب عنقه فقال يا أمير المؤمنين والله ما أمنت قط إلا في هذا اليوم وما من كنت أدخل عليك إلا تحنطت ولبست كفني ثم كشف عن ثيابه التي تلي جسده فإذا هو محنط وعليه أدراع أكفان فرق له المنصور وأطلقه .
وذكر إبن جرير أن أبا مسلم قتل في حروبه وما كان يتعاطاه لأجل دولة بني العباس ستمائة الف صبرا عن من قتل بغير ذلك وقد قال للمنصور وهو يعاتبه على ما كان يصنعه يا أمير المؤمنين لايقال لي هذا بعد بلائي وما كان مني فقال له ياابن الخبيثه لو كانت أمه مكانك لأجزأت ناحيتها إنما عملت ما عملت بدولتنا وبريحنا ولوكان ذلك اليك لما وصلت إلى فتيل ولما قتله المنصور لف في كساء وهو مقطع إربا إربا فدخل عيسى بن موسى فقال يا أمير المؤمنين أين أبو مسلم قال قد كان هاهنها آنفا فقال يا أمير المؤمنين قد عرفت طاعته ونصيحة ورأي ابراهيم الامام فيه فقال له يا أنوك والله ما أعلم في الأرض عدوا أعدى لك منه هاهو ذاك في البساط فقال إنا لله وإنا اليه راجعون فقال له المنصور خلع الله قلبك وهل كان لكم مكان أو سلطان أو أمر أو نهي مع أبي مسلم ثم استدعى المنصور برؤس الأمراء فجعل يستشيرهم في قتل أبي مسلم قبل أن يعلموا بقتله فكلهم يشير بقتله ومنهم من كان إذا تكلم أسر كلامه خوفا من أبي مسلم لئلا ينقل اليه فلما أطلعهم على قتله أفزعهم ذلك وأظهروا سرورا كثيرا ثم خطب المنصور الناس بذلك كما تقدم .
ثم كتب المنصور إلى نائب أبي مسلم على أمواله وحواصله بكتاب على لسان أبي مسلم أن يقدم بجميع ما عنده من الحواصل والذخائر والأموال والجواهر وختم الكتاب بخاتم أبي مسلم بكماله مطبوعا بكل فص الخاتم فلما رآه الخازن استراب في الأمر وقد كان أبي مسلم تقدم إلى