وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهاله ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم وان أخاك السفاح ظهر في صورة مهدي وكان ضالا فأمرني أن أجرد السيف وأقتل بالظنة وأقدم بالشبهة وأرفع الرحمة ولا أقيل العثرة فوترت أهل الدنيا في طاعتكم وتوطئة سلطانكم حتى عرفكم الله من كان جهلكم ثم ان الله سبخانه وتعالى تداركني منه بالندم واستنقذني بالتوبة فإن يعف عني ويصفح فإنه كان للأوابين غفورا وان يعقاقبني فبذنوبي وما ربك بظلام للعبيد .
فكتب اليه المنصور أما بعد أيها المجرم العاصي فان أخي كان امام هدي يدعو إلى الله على بينة من ربه فأوضح لك السبيل وحملك على المنهج السديد فلو بأخي اقتديت به لما كنت عن الحق حائدا وعن الشيطان وأوامره صادرا ولكنه لم يسنح لك أمران إلا كنت لأرشدهما تاركا ولأغواهما راكبا تقتل قتل الفراعنة وتبطش بطش الجبابرة وتحكم بالجور حكم المفسدين وتبذر المال وتضعه في غير مواضعه فعل المسرفين ثم من خبري أيها الفاسق أني قد وليت موسى إبن كعب خراسان وأمرته أن يقيم بنيسابور فإن أردت خراسان لقيك بمن معه من قوادي وشيعتي وأنا موجه للقائك أقرانك فاجمع كيدك وأمرك غير مسدود ولا موفق وحسب أمير المؤمنين ومن أتبعه الله ونعم الوكيل .
ولم يزل المنصور يراسله تارة بالرغبة وتارة بالرهبة ويستخف أحلام من حوله من الأمراء والرسل الذين يبعثم أبو مسلم إلى المنصور ويعدهم حتى حسنوا لأبي مسلم في رأيه القدوم عليه سوى أمير معه يقال له نيزك فإنه لم يوافق على ذلك فلما رأى أبا مسلم وقد انطاع لهم أنشد عن ذلك البيت المتقدم وهو ... ماللرجال مع القضاء محالة ... ذهب القضاء بحيلة الأقوام ... .
وأشار عليه بأن يقتل المنصور ويستخلف بدله فلم يمكنه ذلك فانه لما قدم المدائن تلقاه الأمراء عن امر الخليفة فما وصل إلا آخر النهار وقد أشار أبو أيوب كاتب الرسائل أن لا يقتله يومه هذا كما تقدم [ فلما وقف بين يدي الخليفة أكرمه وعظمه وأظهر احترامه وقال اذهب الليلة فإذهب عنك وعثاء السفر ثم أئتني من الغد ] فلما كان الغد أرصد له من الأمراء من يقتله منهم عثمان بن نهيك وشيب بن واج فقتلوه كما تقدم ويقال بل أقام أياما يظهر له المنصور الإكرام والإحترام ثم نشق منه الوحشة فخاف مسلم واستشفع بعيسى بن موسى واستجار به وقال إني أخافه على نفسي فقال لا بأس عليك فانطلق فإني آت وراءك أنت في ذمتي حتى آتيك ولم يكن مع عيسى خبر بما يريد به الخليفة فجاء أبو مسلم يستأذن المنصور فقالوا له اجلس هاهنا فإن أمير المؤمنين يتوضأ فجلس وهو يود أن يطول مجلسه ليجيء عيسى بن موسى فأبطأ وأذن له الخليفة