من الأعيان .
عبد اله بن عبد الله بن عتبة كان إماما حجة وكان مؤدب عمر بن عبد العزيز وله روايات كثيرة عن جماعات من الصحابة أبو الحفص النخعي عبد الله بن محمد بن الحنفية وقد ذكرنا تراجمهم في التكميل والله سبحانه وتعالى أعلم .
ثم دخلت سنة تسع وتسعين .
فيها كانت وفاة سليمان بن عد الملك أمير المؤمنين يوم الجمعة لعشر مضين وقيل بقين من صغر منها عن خمس وأربعين سنة وقيل عن ثلاث وأربعين وقيل أنه لم يجاوز الأربعين وكانت خلافته سنتين وثمانية أشهر وزعم أبو أحمد الحاكم أنه توفي يوم الجمعة لثلاث عشر بقين من رمضان منها وأنه استكمل في خلافته ثلاث سنين وثلاثة أشهر وخمسة أيام وله من العمر تسع وثلاثون سنة والصحيح قول الجمهور وهو الأول والله أعلم .
وهو سليمان بن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي أبو أيوب كان مولده بالمدينة في بني جذيلة ونشأ بالشام عند أبيه وروى الحديث عن أبيه عن جده عن عائشة أم المؤمنين في قصة الافك رواه ابن عساكر من طريق ابنه عبد الواحد ابن سليمان عنه وروى عن عبد الرحمن بن هنيدة أنه صحب عبدالله بن عمر إلى العابة قال فسكت فقال لي ابن عمر مالك فقال إني كنت أتمنى فقال ابن عمر فما تتمنى يا أبا عبد الرحمن فقال لي لو أن لي أحدا هذا ذهبا أعلم عدده وأخرج زكاته ما كرهت ذلك أو قال ما خشيت أن يضر بي رواه محمد بن يحيى الذهلي عن أبي صالح عن الليث عن عبدالرحمن ابن خالد بن مسافر عن الزهري عنه .
قال ابن عساكر وكانت داره بدمشق موضع ميضأة جيرون الآن في تلك المساحة جميعها وبنى دارا كبيرة مما يلي باب الصغير موضع الدرب المعروف بدرب محرز وجعلها دار الإمارة وعمل فيها قبة صفراء تشبيها بالقبة الخضراء قال وكان فصيحا مؤثرا للعدل محبا للغزو وقد أنفذ الجيش لحصار القسطنطينية حتى صالحوهم على بناء الجامع بها .
وقد روى أبو بكر الصولي أن عبد الملك جمع بنيه الوليد وسليمان و مسلمة بين يديد فاستقرأهم القرآن فأجادوا القراءة ثم استنشدهم الشعر فأجادوا غير أنهم لم يكملوا أو يحكموا شعر الأعشى فلامهم على ذلك ثم قال لينشدني كل رجل منكم أرق بيت قالته العرب ولا يفحش هات يا وليد فقال الوليد ... ما مركب وركوب الخيل يعجبيني ... * كمركب بين دملوج وخلخال ... .
فقال عبد المللك وهل يكون من الشعر أرق من هذا هات يا سليمان فقال