وقال غيره كانت له صحفة يدار بها حيث دار وكان ينادى له مناد هلموا إلى اللحم والثريد وكان أبوه وجده من قبله يفعلان كفعله وقال عروة بن الزبير باع قيس بن سعد من معاوية أرضا بتسعين ألفا فقدم المدينة فنادى مناديه من أراد القرض فليأت فأقرض منها خمسين ألفا واطلق الباقى ثم مرض بعد ذلك فقل عواده فقال لزوجته قريبة بنت أبى عتيق أخت ابى بكر الصديق إنى أرى قلة من عادنى فى مرضى هذا وإنى لأرى ذلك من أجل مالى على الناس من القرض فبعث إلى كل رجل ممن كان له عليه دين بصكه المكتوب عليه فوهبهم ماله عليهم وقيل إنه أمر مناديه فنادى من كان لقيس بن سعد عليه دين فهو منه فى حل فما أمسى حتى كسرت عتبة بابه من كثرة العواد وكان يقول اللهم ارزقنى مالا وفعالا فانه لا يصلح الفعال إلا بالمال وقال سفيان الثورى اقترض رجل من قيس بن سعد ثلاثين الفا فلما جاء ليوفيه غياها قال له قيس إنا قوم ما أعطينا أحدا شيئا فنرجع فيه وقال الهيثم بن عدى اختلف ثلاثة عند الكعبة فى أكرم اهل زمانهم فقال أحدهم عبد الله بن جعفر وقال الآخر قيس بن سعد وقال الآخر عرابة الأوسى فتماروا فى ذلك حتى ارتفع ضجيجهم عند الكعبة فقال لهم رجل فليذهب كل رجل منكم إلى صاحبه الذى يزعم أنه أكرم من غيره فلينظر ما يعطيه وليحكم على العيان فذهب صاحب عبد الله بن جعفر إليه فوجده قد وضع رجله فى الغرز ليذهب إلى ضيعة له فقال له يا ابن عم رسول الله ابن سبيل ومنقطع به قال فأخرج رجله فى الغرز وقال ضع رجلك واستو عليها فهى لك بما عليها وخذ ما فى الحقيبة ولا تخدعن عن السيف فانه من سيوف على فرجع إلى أصحابه بناقة عظيمة وإذا فى الحقيبة أربعة آلاف دينار ومطارف من خز وغير ذلك واجل ذلك سيف على بن أبى طالب ومضى صاحب قيس بن سعد إليه فوجده نائما فقالت له الجارية ما حاجتك إليه قال ابن سبيل ومنقطع به قالت فحاجتك أيسر من إيقاظه هذا كيس فيه سبعمائة دينار ما فى دار قيس مال غيره اليوم واذهب إلى مولانا فى معاطن الإبل فخذلك ناقة وعبدا واذهب راشدا فلما استيقظ قيس من نومه أخبرته الجارية بما صنعت فأعتقها شكرا على صنيعها ذلك وقال هلا أيقظتينى حتى أعطيه ما يكفيه أبدا فلعل الذى أعطيتيه لا يقع منه موقع حاجته وذهب صاحب عرابة الأوسى إليه فوجده وقد خرج من منزله يريد الصلاة وهو يتوكأ على عبدين له وكان قد كف بصره فقال له يا عرابة فقال قل فقال ابن سبيل ومنقطع به قال فخلى عن العبدين ثم صفق بيديه باليمنى على اليسرى ثم قال أوه أوه والله ما أصبحت ولا أمسيت وقد تركت الحقوق من مال عرابة شيئا ولكن خذ هذين العبدين قال ما كنت لأفعل فقال إن لم تأخذهما فهما حران فان شئت فأعتق وإن شئت فخذ واقبل يلتمس الحائط بيده قال فأخذهما وجاء