ابن سلام أنه كان يقول إنا لنجد صفة رسول الله A إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا أنت عبدي ورسولي سميته المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها ولكن يعفو ويتجاوز وليس أقبضه حتى يقيم الملة العوجاء بأن تشهد أن لا إله إلا الله يفتح به أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا قال عطاء بن يسار وأخبرني الليثي أنه سمع سكعب الأحبار يقول مثل ما قال ابن سلام وقد روى عن عبد الله بن سلام من وجه آخر فقال الترمذي حدثنا زيد بن أخرم الطائي البصري ثنا أبو قتيبة مسلم بن قتيبة حدثني أبو مودود المدني ثنا عثمان الضحاك عن محمد ابن يوسف عن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده قال مكتوب في التوراة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه فقال أبو مودود قد بقي في البيت موضع قبر ثم قال الترمذي هذا حديث حسن هكذا قال الضحاك والمعروف الضحاك بن عثمان المدني وهكذا حكى شيخنا الحافظ المزي في كتابه الأطراف عن ابن عساكر أنه قال مثل قول الترمذي ثم قال وهو شيخ آخر أقدم من الضحاك بن عثمان ذكره ابن أبي حاتم عن أبيه فيمن اسمه عثمان فقد روى هذا عن عبد الله بن سلام وهو من أئمة أهل الكتاب ممن آمن وعبد الله بن عمرو بن العاص وقد كان له اطلاع على ذلك من جهة زاملتين كان أصابهما يوم اليرموك فكان يحدث منهما عن أهل الكتاب وعن كعب الأحبار وكان بصيرا بأقوال المتقدمين على ما فيها من خلط وغلط وتحريف وتبديل فكان يقولها بما فيها من غير نقد وربما أحسن بعض السلف بها الظن فنقلها عنه مسلمة وفي ذلك من المخالفة لبعض ما بأيدينا من الحق جملة كثيرة لكن لا يتفطن لها كثير من الناس ثم ليعلم أن كثيرا من السلف يطلقون التوراة على كتب أهل الكتاب المتلوة عندهم أو أعم من ذلك كما أن لفظ القرآن يطلق على كتابنا خصوصا ويراد به غيره كما في الصحيح خفف على داود القرآن فكان يأمر بداوبه فتسرح فيقرأ القرآن مقدار ما يفرغ وقد بسط هذا في غير هذا الموضع والله أعلم وقال البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني محمد بن ثابت بن شرحبيل عن أم الدرداء قالت قلت لكعب الحبر كيف تجدون صفة رسول الله A في التوراة قال نجده محمد رسول الله اسمه المتوكل ليس بفظ ولا غليظ ولا سخاب بالأسواق وأعطى المفاتيح ليبصر الله به أعينا عميا ويسمع به آذانا وقرا ويقيم به ألسنا معوجة حتى تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يعين المظلوم ويمنعه وبه عن يونس بن بكير عن يونس ابن عمرو عن العيزار بن خريب عن عائشة أن رسول الله A مكتوب في الأنجيل لا فظ ولا غليظ ولا سخاب في الأسواق ولا يجزي بالسيئة مثلها بل يعفو ويصفح وقال يعقوب بن سفيان ثنا قيس البجلي حدثنا سلام بن مسكين عن مقاتل بن حيان قال أوحى