وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا .
وفي الاصطلاح : صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق لأجله . وقد قيل للجنيد - وهو ابن سبع سنين - يا غلام ما الشكر ؟ فقال : أن لا يعصى الله بنعمه .
( 65 ) خف من وجود إحسانه إليك ودوام إساءتك معه أن يكون ذلك استدراجاً لك { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ } ( 182 ) الأعراف .
أي خف - أيها المؤمن - من وجود إحسانه سبحانه عليك مع دوام إساءتك معه بترك أوامره أن يكون ذلك استدراجاً أي تدريجاً لك شيئاً فشيئاً .
ص 66 .
حتى يأخذك بغتة . فإن الخوف من الاستدراج بالنعم من صفات المؤمنين كما أن عدم الخوف منه مع الدوام على الإساءة من صفات الكافرين . قال تعالى : { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ } ( 182 ) الأعراف أي لا يشعرون بذلك وهو أن يلقي في أوهامهم أنهم على شيء وليسوا كذلك يستدرجهم بذلك حتى يأخذهم بغتة . كما قال تعالى : { فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ } إشارة إلى مخالفتهم وعصيانهم { فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ } أي فتحنا عليهم أبواب الرفاهية { حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا } من الحظوظ الدنيوية ولم يشكروا عليها { أَخَذْنَاهمْ بَغْتَةً } أي فجأة { فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ } ( 44 ) الأنعام أي آيسون قانطون من الرحمة . وقيل في قوله تعالى { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ } ( 182 ) الأعراف . نمدهم بالنعم وننسيهم الشكر عليها . فإذا ركنوا إلى النعمة وحجبوا عن المنعم أخذوا . ومن أنواع الاستدراج ما ذكره المصنف بقوله : .
( 66 ) من جهل المريد أن يسيء الأدب فتؤخر العقوبة عنه فيقول : لو كان هذا سوء أدب لقطع الإمداد وأوجب الإبعاد . فقد يقطع المدد عنه من حيث لا يشعر ولو لو يكن إلا منع المزيد . وقد يقام مقام البعد وهو لا يدري . ولو لم يكن إلا أن يخليك وما تريد .
يعني أن من جهل المريد بحقائق الأشياء أن يسيء الأدب إما مع الله بنحو الاعتراض عليه في أفعاله كأن يقول : ليت هذا الأمر لم يكن . وإما مع المشايخ بنحو الاعتراض عليهم وعدم قبول إشارتهم فيما يشيرون به عليه . وإما مع بعض الناس بنحو الازدراء بهم . فتؤخر العقوبة عنه أي عن ذلك المريد بأن لا يعاقب في ظاهره بالأسقام والبلايا ولا في باطنه بحسب زعمه