وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

ثم ذكر الله سبحانه حالهم عند معاينة العذاب فقال : 27 - { فلما رأوه زلفة } يعني رأوا العذاب قريبا وزلفة مصدر بمعنى الفاعل : أي مزدلفا أو حال من مفعول رأوا بتقدير مضاف : أي ذا زلفة وقرب أو ظرف : أي رأوه في مكان ذي زلفة قال مجاهد : أي قريبا وقال الحسن : عيانا قال أكثر المفسرين : المراد عذاب يوم القيامة وقال مجاهد : المراد عذاب بدر وقيل رأوا ما وعدوا به من الحش قريبا منهم كما يدل عليه قوله : { وإليه تحشرون } وقيل لما رأوا عملهم السيء قريبا { سيئت وجوه الذين كفروا } أي اسودت وعلتها الكآبة وغشيتها الذلة يقال ساء الشيء يسوء فهو سيىء إذا قبح قال الزجاج : المعنى تبين فيها السوء : أي ساءهم ذلك العذاب فظهر عليهم بسببه في وجوههم ما يدل على كفرهم كقوله : { يوم تبيض وجوه وتسود وجوه } قرأ الجمهور بكسر السين بدون إشمام وقرأ نافع وابن عامر والكسائي وابن محيصن بالإشمام { وقيل هذا الذي كنتم به تدعون } أي قيل لهم توبيخا وتقريعا هذا المشاهد الحاضر من العذاب هو العذاب الذي كنتم به تدعون في الدنيا : أي تطلبونه وتستعجلون به استهزاء على أن معنى تدعون الدعاء قال الفراء : تدعون من الدعاء : أي تتمنون وتسألون وبهذا قال الأكثر من المفسرين وقال الزجاج : هذا الذي كنتم به تدعون الأباطيل والأحاديث وقيل معنى تدعون : تكذبون وهذا على قراءة الجمهور { تدعون } بالتشديد فهو إما من الدعاء كما قال الأكثر أو من الجعوى كما قال الزجاج ومن وافقه والمعنى : أنهم كانوا يدعون أنه لا بعث ولا حشر ولا جنة ولا نار وقرأ قتادة وابن أبي إسحاق ويعقوب والضحاك : { تدعون } مخففا ومعناها ظاهر قال قتادة : هو قولهم { ربنا عجل لنا قطنا } وقال الضحاك : هو قولهم { اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء } الآية قال النحاس : تدعون وتدعون بمعنى واحد كما تقول قدر واقتدر وغدا واغتدى إلا أن أفعل معناه مضى شيئا بعد شيء وفعل يقع على القليل والكثير