@ 150 @ { اللَّهُ الصَّمَدُ } . قال بعض المفسرين : يفسره ما بعده { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } . .
وقال ابن كثير ، وهذا معنى حسن . .
وقال بعض العلماء : هو المتناهي في السؤدد ، وفي الكمال من كل شيء . .
وقيل : من يصمد الخلائق إليه في حاجاتهم ، ولا يحتاج هو إلى أحد . .
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، معنى الصمد في سورة الأنعام عند قوله تعالى : { وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ } فذكر شواهد هذه الأقوال كلها . .
وبإمعان النظر في مبدأ يفسره ما بعده ، يتضح أن السورة كلها تفسير لأولها { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } لأن الأحدية ، هي تفرده سبحانه بصفات الجلال والكمال كلها ، ولأن المولود ليس بأحد ، لأنه جزء من والده . .
والوالد ليس بأحد ، لأن جزءاً منه في ولده . .
وكذلك من يكون له كفء ، فليس بأحد لوجود الكفء ، وهكذا السورة كلها لتقرير { قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ } . { لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ } . تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه ، بيان شواهده عند قوله تعالى : { الَّذِى لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالاٌّ رْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِى المُلْكِ } من سورة الفرقان . .
تنبيه .
ففي اتخاذ الولد لا يستلزم نفي الولادة ، لأن اتخاذ الولد قد يكون بدون ولادة كالتبني أو غيره ، كما في قصة يوسف في قوله تعالى عن عزيز مصر : { أَكْرِمِى مَثْوَاهُ عَسَى أَن يَنفَعَنَآ أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا } . .
ففي هذه السورة نفي أخص ، فلزم التنبيه عليه في هذه السورة الكريمة وهي سورة