وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 576 @ .
وفي هذا المجال مبحث عصمة الأنبياء عموماً ، وهو مبحث أصولي يحققه كتب الأصول لسلامة الدعوة ، وقد تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بحثه في سورة طه عند الكلام على قوله تعالى : { وَعَصَىءَادَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } ، وأورد كلام المعتزلة والشيعة والحشوية ، ومقياس ذلك ، عقلاً وشرعاً ، وفي سورة ص عند قوله تعالى : { وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ } ، ونبه عندها على أن كل ما يقال في داود عليه السلام حول هذا المعنى ، كله إسرائيليات لا تليق بمقام النبوة . ا ه . .
أما في خصوصه صلى الله عليه وسلم ، فإنا نورد الآتي : إنه مهما يكن من شيء ، فإن عصمته صلى الله عليه وسلم من الكبائر والصغائر بعد البعثة يجب القطع بها ، لنص القرآن الكريم في قوله تعالى : { لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ } لوجوب التأسي به وامتناع أن يكون فيه شيء من ذلك قطعاً . .
أما قبل البعثة ، فالعصمة من الكبائر أيضًا ، يجب الجزم بها لأنه صلى الله عليه وسلم كان في مقام التهيؤ للنبوة من صغره ، وقد شق صدره في سن الرضاع ، وأخرج منه حظ الشيطان ، ثم إنه لو كان قد وقع منه شيء لأخذوه عليه حين عارضوه في دعوته ، ولم يذكر من ذلك ولا شيء فلم يبق إلا القول في الصغائر ، فهي دائرة بين الجواز والمنع ، فإن كانت جائزة ووقعت ، فلا تمس مقامه صلى الله عليه وسلم لوقوعها قبل البعثة والتكليف ، وأنها قد غفرت وحط عنه ثقلها ، فإن لم تقع ولم تكن جائزة في حقه ، فهذا المطلوب . .
وقد ساق الألوسي رحمه الله في تفسيره : أن عمه أبا طالب ، قال لأخيه العباس يوماً : ( لقد ضمته إليّ وما فارقته ليلاً ولا نهارًا ولا ائتمنت عليه أحداً ) ، وذكر قصة بنبيه ومنامه في وسط أولاده أول الليل ، ثم نقله أباه محل أحد أبنائه حفاظاً عليه ، ثم قال : ( ولم أر منه كذبة ولا ضحكاً ولا جاهلية ، ولا وقف مع الصبيان وهم يلعبون ) . .
وذكرت كتب التفسير أنه صلى الله عليه وسلم أراد مرة في صغره أن يذهب لمحل عرس ليرى ما فيه ، فلما دنا منه أخذه النوم ولم يصح إلا على حر الشمس ، فصانه الله من رؤيه أو سماع ، شيء من ذلك . .
ومنه قصة مشاركته في بناء الكعبة حين تعرى ومنع منه حالاً ، وعلى المنع من وقوع شيء منه صلى الله عليه وسلم بقي الجواب على معنى الآية ، فيقال واللَّه تعالى أعلم : إنه تكريم له صلى الله عليه وسلم كما