وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 57 @ سُكَارَى } ، فهو عام في جميع الناس . .
وقوله : { يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ } . والذهول أخو النسيان ، وهو هنا عام في كل مرضعة { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } وهو أيضاً عام ، وذلك من شدة الهول يوم القيامة ، ولعل الحامل لهما على إيراد هذا الوجه مع بيان ضعفه ، هو فرارهم من نسبة الإنساء إلى الله ، وفيه شبهة اعتزال كما لا يخفى . .
ولوجود إسناد الإنساء إلى الشيطان في بعض المواضع كما في قصة صاحب موسى : { وَمَآ أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ } ، وكما في قوله تعالى : { وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } ، وقوله : عن صاحب يوسف : { فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ } . .
ولكن الصحيح عند علماء السلف أن حقيقة النسيان والإنساء والتذكير والتذكر كحقيقة أي معنى من المعاني ، وأنها كلها من الله { قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ } ، { قُل لَّن يُصِيبَنَآ إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا } فما نسب إلى الشيطان فهو بتسليط من الله كما في قوله تعالى : { فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } ، ثم قال : { وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ } فيكون إسناد الإنساء إلى الشيطان من باب قول الخليل عليه السلام { وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } تأدباً في الخطاب مع الله تعالى ، ولكن هذا المقام مقام إخبار من الله عما أوقعه بهؤلاء الذين نسوا ما أمرهم به فأنساهم ، فأوقع عليهم النسيان لأنفسهم مجازاة لهم على أعمالهم ، فكان نسبته إلى الله وبإخبار من الله عين الحق وهو أقوى من أسلوب المقابلة : نسوا الله فنسيهم . .
تنبيهان .
الأول : جاء في مثل هذا السياق سواء بسواء قوله تعالى : { وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَاذَا } . .
وقوله : { فَذُوقُواْ بِمَا نَسِيتُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَاذَآ إِنَّا نَسِينَاكُمْ } . .
وقوله : { نَسُواْ اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } ، وفي هذا نسبة النسيان إلى الله تعالى فوقع