@ 52 @ .
وكما في حديث النفر الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار ، ومنهم الرجل مع ابنة عمه لما قالت له : اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه ، فقام عنها وترك لها المال . .
وهكذا في تصرفات العبد كما في قوله تعالى : { ذالِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } . .
والخطاب في قوله تعالى : { وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ } ، لكل نفس كما في قوله تعالى : { ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } ، وقوله : { وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ } . .
فالنداء أولاً بالتقوى لخصوص المؤمنين ، والأمر بالنظر لعموم كل نفس ، لأن المنتفع بالتقوى خصوص للمؤمنين كما أوضحه الشيخ رحمة الله عليه في أول سورة البقرة ، والنظر مطلوب من كل نفس فالخصوص للإشفاق ، والعموم للتحذير . .
ويدل للأول قوله تعالى : { وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً } . .
ويدل للثاني قوله : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفُ بِالْعِبَادِ } . وما في قوله تعالى : { مَّا قَدَّمَتْ } عامة في الخير والشر ، وفي القليل والكثير . .
ويدل للأول قوله تعالى : { يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدَا بَعِيدًا } . .
ويدل للثاني قوله تعالى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ } ، والحديث ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) . .
وغداً تطلق على المستقبل المقابل للماضي ، كما قال الشاعر : وغداً تطلق على المستقبل المقابل للماضي ، كما قال الشاعر : % ( واعلم علم اليوم والأمس قبله % ولكنني عن علم ما في غد عم ) % .
وعليه أكثر استعمالاتها في القرآن ، كقوله تعالى عن إخوة يوسف : { أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ } ، وقوله : { وَلاَ تَقْولَنَّ لِشَىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذالِكَ غَداً إِلاَّ أَن يَشَآءَ اللَّهُ } .