@ 547 @ يقر فيقول : بلى . وقوله : يأن : هو مضارع أنى يأنى إذا جاء إناه أي وقته ، ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه : والوجه الثاني : أن الاستفهام في جميع ذلك للتقرير ، وهو حمل المخاطب على أن يقر فيقول : بلى . وقوله : يأن : هو مضارع أنى يأنى إذا جاء إناه أي وقته ، ومنه قول كعب بن مالك رضي الله عنه : % ( ولقد أنى لك أن تناهي طائعا % أو تستفيق إذا نهاك المرشد ) % .
فقوله : أنى لك أن تناهي طائعاً ، أي جاء الإناه الذي هو الوقت الذي تتناهى فيه طائعاً ، أي حضر وقت تناهيك ، ويقال في العربية : آن يئين كباع يبيع ، وأنى يأني كرمى يرمي ، وقد جمع اللغتين قول الشاعر : فقوله : أنى لك أن تناهي طائعاً ، أي جاء الإناه الذي هو الوقت الذي تتناهى فيه طائعاً ، أي حضر وقت تناهيك ، ويقال في العربية : آن يئين كباع يبيع ، وأنى يأني كرمى يرمي ، وقد جمع اللغتين قول الشاعر : % ( ألماً يئن لي أن تجلى عمايتي % وأقصر عن ليلى بلى قد أنى ليا ) % .
والمعنى على كلا القولين أنه حان للمؤمنين ، وأنى لهم أن تخشع قلوبهم لذكر الله ، أي جاء الحين والأوان لذلك ، لكثرة ما تردد عليهم من زواجر القرآن ومواعظه . .
وقوله تعالى : { أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ } المصدر المنسبك من أن وصلتها من أن وصلتها في محل رفع فاعل بأن ، والخشوع أصله في اللغة السكون والطمأنينة والانخفاض ، ومنه قول نابغة ذبيان : أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ } المصدر المنسبك من أن وصلتها من أن وصلتها في محل رفع فاعل بأن ، والخشوع أصله في اللغة السكون والطمأنينة والانخفاض ، ومنه قول نابغة ذبيان : % ( رماد ككحل العين لأياً أبينه % ونؤي كجذم الحوض أثلم خاشع ) % .
فقوله : خاشع أي منخفض مطمئن ، والخشوع في الشرع خشية من الله تداخل القلوب ، فتظهر آثارها على الجوارح بالانخفاض والسكون ، كما هو شأن الخائف . .
وقوله : { لِذِكْرِ اللَّهِ } ، الأظهر منه أن المراد خشوع قلوبهم لأجل ذكر الله ، وهذا المعنى دل عليه قوله تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } أي خافت عند ذكر الله ، فالوجل المذكور في آية الأنفال هذه ، والخشية المذكورة هنا معناهما واحد . .
وقال بعض العلماء : المراد بذكر الله القرآن ، وعليه فقوله : { وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقّ } من عطف الشيء على نفسه مع اختلاف اللفظين ، كقوله تعالى : { سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الاّعْلَى الَّذِى خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِى قَدَّرَ فَهَدَى } ، كما أوضحناه مراراً . .
وعلى هذا القول ، فالآية كقوله تعالى : { اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً