@ 351 @ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ } الظاهر أن يقال في جوابه : ربهما الله ، وإذا يشكل وجه الإتيان بلام الجر . والجواب عن هذا السؤال معروف واضح ، لأن قوله تعالى : { مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ } وقوله : { مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ } فيه معنى من هو مالك السموات والأرض ، والعرش ، وكل شيء فيحسن الجواب بأن يقال : لله : أي كل ذلك مالك لله ، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر : مَن بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَىْءٍ } فيه معنى من هو مالك السموات والأرض ، والعرش ، وكل شيء فيحسن الجواب بأن يقال : لله : أي كل ذلك مالك لله ، ونظيره من كلام العرب قول الشاعر : % ( إذا قيل من رب المزالف والقرى % ورب الجياد الجرد قلت لخالد ) % .
لأن قوله : من رب المزالف فيه معنى من هو مالكها ، فحسن الجواب باللام : أي هي لخالد . والمزالف : جمع مزلفة كمرحلة . قال في القاموس : هي كل قرية تكون بين البر والريف ، وجمعها مزالف . .
قوله تعالى : { مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَاهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ } . بين الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة ثلاث مسائل : .
الأولى : أنه لم يتخذ ولداً سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً . .
الثانية : أنه لم يكن معه إله آخر سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً . .
والثالثة : أنه أقام البرهان على استحالة تعدد الآلهة بقوله : { إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَاهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ } أما ادعاؤهم له الأولاد ، فقد بينا الآيات الدالة على عظم فريتهم في ذلك ، وظهور بطلان دعواهم ، ورد الله عليهم في ذلك مواضع متعددة ، فقد أوضحناه في سورة النحل في الكلام ، على قوله تعالى : { وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ الْبَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالاٍّ نْثَى } . وذكرنا طرفاً منه في أول الكهف في الكلام على قوله : { وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا } وفي مواضع غير ما ذكر ، فأغنى ذلك عن إعادته . .
وأما تفرده تعالى بالألوهية مع إقامة الدليل على ذلك فقد بيناه ، وذكرنا ما يدل عليه من الآيات في سورة بني إسرائيل ، في الكلام على قوله تعالى : { قُلْ لَّوْ كَانَ مَعَهُ ءَالِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِى الْعَرْشِ سَبِيلاً } ولم نتعرض لما يسميه المتكلمون دليل التمانع ، لكثرة المناقشات الواردة على أهل الكلام فيه ، وإنما بينا الآيات ، بالقرآن على طريق الاستدلال القرآني بها فأغنى ذلك عن إعادته هنا .