وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 249 @ { كَطَىِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ } راجعة إلى أمرين : .
الأول أن السجل الصحيفة : والمراد بالكتب : ما كتب فيها ، واللام بمعنى علي ، أي كطي السجل على الكتب ، أي كطي الصحيفة على ما كتب فيها ، وعلى هذا فطي السجل مصدر مضاف إلى مفعوله ، لأن السجل على هذا المعنى مفعول الطي . .
الثاني أن السجل ملك من الملائكة ، وهو الذي يطوي كتب أعمال بني آدم إذا رفعت إليه ، ويقال : إنه في السماء الثالثة ، ترفع إليه الحفظة الموكلون بالخلق أعمال بني آدم في كل خميس واثنين ، وكان من أعوانه ( فيما ذكروا ) هاروت وماروت ، وقيل ، إنه لا يطوي الصحيفة حتى يموت صاحبها فيرفعها ويطويها إلى يوم القيامة ، وقول من قال : إن السجل صحابي ، كاتب للنبي صلى الله عليه وسلم ظاهر السقوط كما ترى . .
وقوله في هذه الآية الكريمة ( للكتاب ) قرأه عامة السبعة غير حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ( للكتاب ) بكسر الكاف وفتح التاء بعدها ألف بصيغة الإفراد . وقرأه حمزة والكسائي وحفص عن عاصم ( للكتب ) بضم الكاف والتاء بصيغة الجمع . ومعنى القراءتين واحد . لأن المراد بالكتاب على قراءة الإفراد جنس الكتاب ، فيشمل كل الكتب . قوله تعالى : { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِى الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الاٌّ رْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ } . أظهر الأقوال عندي في هذه الآية الكريمة : أن الزبور الذي هو الكتاب يراد به جنس الكتاب فيشمل الكتب المنزلة ، كالتوراة والإنجيل ، وزبور داود ، وغير ذلك . وأن المراد بالذكر : أم الكتاب ، وعليه فالمعنى : ولقد كتبنا في الكتب المنزلة على الأنبياء أن الأرض يرثها عبادي الصالحون بعد أن كتبنا ذلك في أم الكتاب . وهذا المعنى واضح لا إشكال فيه . وقيل الزبور في الآية : زبور داود ، والذكر : التوراة . وقيل غير ذلك . وأظهرها هو ما ذكرنا واختاره غير واحد . .
واعلم أن قد قدمنا في ترجمة هذا الكتاب المبارك : أن الآية قد يكون فيها قولان للعلماء ، وكلاهما حق ويشهد له قرآن فنذكر الجميع . لأنه كله حق داخل في الآية . ومن ذلك هذه الآية الكريمة ، لأن المراد بالأرض في قوله هنا { أَنَّ الاٌّ رْضَ يَرِثُهَا عِبَادِىَ الصَّالِحُونَ } فيه للعلماء وجهان :