وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 247 @ فَرِحُونَ فَذَرْهُمْ فِى غَمْرَتِهِمْ حَتَّى حِينٍ } . وقوله في هذه الآية { زُبُراً } أي قطعاً كزبر الحديد والفضة ، أي قطعها . وقوله { كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ } أي كل فرقة من هؤلاء الفرق الضالين المختلفين المتقطعين دينهم قطعاً فرحون بباطلهم ، مطمئنون إليه ، معتقدون أنه هو الحق . .
وقد بين جل وعلا في غير هذا الموضع : أن ما فرحوا به ، واطمئنوا إليه باطل ، كما قال تعالى في سورة ( المؤمن ) : { فَلَمَّا جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُواْ بِمَا عِندَهُمْ مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ فَلَمَّا رَأَوْاْ بَأْسَنَا قَالُواْ ءَامَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ } ، وقال : { إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِى شَىْءٍ إِنَّمَآ أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ } . .
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : { إِنَّ هَاذِهِ } ( هَذِهِ ) اسم ( إنَّ ) وخبرها { أُمَّتُكُمْ } . وقوله { أُمَّةً وَاحِدَةً } حال هو ظاهر . قوله تعالى : { لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن أهل النار لهم فيها زفير والعياذ بالله تعالى . وأظهر الأقوال في الزفير : أنه كأول صوت الحمار ، وأن الشهيق كآخره وقد بين تعالى أن أهل النار لهم فيها زفير في غير هذا الموضع وزاد على ذلك الشهيق والخلود ، كقوله في ( هود ) : { فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِى النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا } . قوله تعالى : { وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن أهل النار لا يسمعون فيها . وبين في غير هذا الموضع : أنهم لا يتكلمون ولا يبصرون ، كقوله في ( الإسراء ) : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا } ، وقوله : { وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ أَعْمَى } ، وقوله : { وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُواْ فَهُمْ لاَ يَنطِقُونَ } مع أنه جلا وعلا ذكر في آيات أخر ما يدل على أنهم يسمعون ويبصرون ويتكلمون ، كقوله تعالى : { أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا } ، وقوله : { رَبِّهِمْ رَبَّنَآ أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا } ، وقوله : { وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ } . وقد بينا أوجه الجمع بين الآيات المذكورة في ( طه ) فأغنى ذلك عن إعادته هنا .