وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

@ 134 @ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِى الاٌّ سْوَاقِ } ، وقوله هنا : { وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ } ، إلى غير ذلك من الآيات . وجملة { هَلْ هَاذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } . قيل بدل من ( النجوى ) . أي أسروا النجوى التي هي هذا الحديث الخفي الذي هو قولهم : هل هذا إلا بشر مثلكم . وصدر به الزمخشري ، وقيل : مفعول به للنجوى . لأنها بمعنى القول الخفي . أي قالوا في خفية : { هَلْ هَاذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } . وقيل : معمول قول محذوف . أي قالوا هل هذا إلا بشر مثلكم . وهو أظهرها . لأطراد حذف القول مع بقاء مقوله . وفي قوله : { الَّذِينَ ظَلَمُواْ } أوجه كثيرة من الإعراب معروفة ، وأظهرها عندي : أنها بدل من الواو في أوله : { وَأَسَرُّواْ } بدل بعض من كل ، وقد تقرر في الأصول : أن بدل البعض من الكل من المخصصات المتصلة ، كقوله تعالى : { وَللَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً } . فقوله { مِنْ } بدل من ( الناس ) : بدل بعض من كل ، وهي مخصصه لوجوب الحج بأنه لا يجب إلاَّ على من استطاع إليه سبيلاً . كما قدمنا هذا في سورة ( المائدة ) . قوله تعالى : { أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ } . إعراب هذه الجملة جار مجرى اعراب الجملة التي قبلها ، التي هي { هَلْ هَاذَآ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ } ، والمعنى : أنهم زعموا أن ما جاء به نبينا صلى الله عليه وسلم سحر ، وبناء على ذلك الزعم الباطل أنكروا على أنفسهم إتيان السحر وهم يبصرون . يعنون بذلك تصديق النَّبي صلى الله عليه وسلم ، أي لا يمكن أن نصدقك ونتبعك ، ونحن نبصر أن ما جئت به سحر . وقد بين جل وعلا في غير هذا الموضع أنهم ادعوا أن ما جاء به صلى الله عليه وسلم سحر ، كقوله عن بعضهم : { إِنْ هَاذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } ، وقوله تعالى : { كَذَلِكَ مَآ أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ مِّن رَّسُولٍ إِلاَّ قَالُواْ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ } . وقد رد الله عليهم دعواهم أن القرآن سحر بقوله هنا : { قَالَ رَبِّى يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِى السَّمَآءِ وَالاٌّ رْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ } يعني أن الذي يعلم القول في السماء والأرض الذي هو السميع العليم ، المحيط علمه بكل شيء ، هو الذي أنزل هذا القرآن العظيم ، وكون من أنزله هو العالم بكل شيء يدل على كمال صدقه في الأخبار وعدله في الأحكام ، وسلامته من جميع العيوب والنقائص ، وأنه ليس بسحر . وقد أوضح هذا المعنى في غير هذا الموضع : كقوله تعالى : { قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِى يَعْلَمُ السِّرَّ فِى السَّمَاواتِ وَالاٌّ رْضِ } ، وقوله تعالى : { لَّاكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَآ أَنزَل