@ 388 @ والحرام . وقال الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى هنا { إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيّاً } : جعل المس عبارة عن النكاح الحلال لأنه كناية عنه . كقوله تعالى : { مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ } . { أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَآءَ } والزنى ليس كذلك ، إنما يقال فيه : فجر بها ، وخبث بها وما أشبه ذلك . وليس بقمن أن تراعي فيه الكنايات والآداب ا ه . .
والأظهر الأول . وآية آل عمران تدل عليه . ويؤيده أن لفظة ( بشر ) نكرة في سياق النفي فهي تعم كل بشر : فينتفي مسيس كل بشر كائناً من كان ، والبغي : المجاهرة المشتهر بالزنى . ووزنه فعول عند المبرد ، اجتمعت فيه واو وياء سبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء وكسر ما قبلها لأجل الياء كما كسرت في عصى ودلى جمع عصا ودلو . كما قدمنا هذا مراراً . والقائل بأن أصلي البغي فعول ، يقول : لو كان أصله فعيلاً للحقته هام التأنيث ، لأنها لازمة في فعيل بمعنى فاعل . وقال ابن جني في كتاب التمام : أصل البغي على وزن فعيل ، ولو كان فعولاً لقيل بغو . كما قيل : فلان نهو عن المنكر . وعلى هذا القول فقد يجاب عن عدم لحوق تاء التأنيث : بأن البغي وصف مختص بالإناث . والرجل يقال فيه باغ لا بغي . كما قاله أبو حيان في البحر . والأوصاف المختصة بالإناث لا تحتاج إلى تاء الفرق بين الذكر والأنثى كحائض . كما عقده ابن مالك في الكافية بقوله : والأظهر الأول . وآية آل عمران تدل عليه . ويؤيده أن لفظة ( بشر ) نكرة في سياق النفي فهي تعم كل بشر : فينتفي مسيس كل بشر كائناً من كان ، والبغي : المجاهرة المشتهر بالزنى . ووزنه فعول عند المبرد ، اجتمعت فيه واو وياء سبقت إحداهما بالسكون ، فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء وكسر ما قبلها لأجل الياء كما كسرت في عصى ودلى جمع عصا ودلو . كما قدمنا هذا مراراً . والقائل بأن أصلي البغي فعول ، يقول : لو كان أصله فعيلاً للحقته هام التأنيث ، لأنها لازمة في فعيل بمعنى فاعل . وقال ابن جني في كتاب التمام : أصل البغي على وزن فعيل ، ولو كان فعولاً لقيل بغو . كما قيل : فلان نهو عن المنكر . وعلى هذا القول فقد يجاب عن عدم لحوق تاء التأنيث : بأن البغي وصف مختص بالإناث . والرجل يقال فيه باغ لا بغي . كما قاله أبو حيان في البحر . والأوصاف المختصة بالإناث لا تحتاج إلى تاء الفرق بين الذكر والأنثى كحائض . كما عقده ابن مالك في الكافية بقوله : % ( وما من الصفات بالأنثى يخص % عن تاء استغنى لأن اللفظ نص ) % .
قوله تعالى : { قَالَ كَذالِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ } . قد قدمنا تفسير هذه الآية مستوفى في قصة زكريا ، فأغنى عن إعادته هنا . وقول جبريل لمريم في هذه الآية : { كَذالِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَىَّ هَيِّنٌ } أي وستلدين ذلك الغلام المبشر به من غير أن يمسك بشر ، وقد أشار تعالى إلى معنى هذه الآية في سورة ( آل عمران ) في قوله : { قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِى وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِى بَشَرٌ قَالَ كَذَالِكَ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ } . قوله تعالى : { وَلِنَجْعَلَهُ ءَايَةً لِّلْنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً } . ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن من حكم خلقه عيسى من امرأة بغير زوج ليجعل ذلك آية للناس . أي علامة دالة على كمال قدرته . وأنه تعالى يخلق ما يشاء كيف