وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

وهو عبارة عما وقع في متون الأحاديث من الألفاظ الغامضة البعيدة من الفهم لقلة استعمالها .
هذا فن مهم يقبح جهله بأهل الحديث خاصة ثم بأهل العلم عامة والخوض فيه ليس بالهين والخائض فيه حقيق بالتحري جدير بالتوقي .
روينا عن ( الميموني ) قال : سئل ( أحمد بن حنبل ) عن حرف من غريب الحديث فقال : سلوا أصحاب الغريب فإني أكره أن أتكلم في قول رسول الله - A - بالظن فأخطئ .
وبلغنا عن التاريخي ( محمد بن عبد الملك ) قال : حدثني ( أبو قلابة عبد الملك بن محمد ) قال : قلت ( للأصمعي ) يا ( أبا سعيد ) ما معنى قول رسول الله - A - ( ( الجار ( 160 ) أحق بسقبه ) ) . فقال : أنا لا أفسر حديث رسول الله - A - ولكن العرب تزعم أن السقب اللزيق .
ثم إن غير واحد من العلماء صنفوا في ذلك فأحسنوا . وروينا عن ( الحاكم أبي عبد الله الحافظ ) قال : أول من صنف الغريب في الإسلام ( النضر بن شميل ) . ومنهم من خالفه فقال : أول من صنف فيه ( أبو عبيدة معمر بن المثنى ) . وكتاباهما صغيران .
وصنف بعد ذلك ( أبو عبيد القاسم بن سلام ) كتابه المشهور فجمع وأجاد واستقصى فوقع من أهل العلم بموقع جليل وصار قدوة في هذا الشأن .
ثم تتبع ( القتيبي ) ما فات أبا عبيد فوضع فيه كتابه المشهور .
ثم تتبع ( أبو سليمان الخطابي ) ما فاتهما فوضع في ذلك كتابه المشهور .
فهذه الكتب الثلاثة أمهات الكتب المؤلفة في ذلك . ووراءها مجامع تشتمل من ذلك على زوائد وفوائد كثيرة ولا ينبغي أن يقلد منها إلا ما كان مصنفوها أئمة أجلة .
وأقوى ما يعتمد عليه في تفسير غريب الحديث : أن يظفر به مفسرا في بعض روايات الحديث . نحو ما روي في حديث ( ابن صياد ) أن النبي - A - قال له : ( ( قد خبأت لك خبيئا فما هو ؟ ) ) . قال : الدخ .
فهذا خفي معناه أعضل وفسره قوم بما لا يصح . وفي معرفة علوم الحديث ( للحاكم ) أنه الدخ بمعنى الزخ الذي هو الجماع وهذا تخليط فاحش يغيظ العالم والمؤمن .
وإنما معنى الحديث أن النبي - A - قال له : قد أضمرت لك ضميرا فما هو ؟ فقال : الدخ بضم الدال يعني الدخان والدخ هو الدخان في لغة إذ في بعض ( 161 ) روايات الحديث ما نصه : ثم قال رسول الله - A - ( إني قد خبأت لك خبيئا ) وخبأ له : ( ( يوم تأتي السماء بدخان مبين ) ) . فقال ( ابن صياد ) هو الدخ . فقال رسول الله - A - ( ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) ) . وهذا ثابت صحيح خرجه ( الترمذي ) وغيره . فأدرك ( ابن صياد ) من ذلك هذه الكلمة فحسب على عادة الكهان في اختطاف بعض الشيء من الشياطين من غير وقوف على تمام البيان . ولهذا قال له : ( اخسأ فلن تعدو قدرك ) أي فلا مزيد لك على قدر إدراك الكهان والله أعلم