خلافته على الأمة وأقامه بعد موته مقامه A في النظر عليه ولها وجعله أميرا على جميع المؤمنين بعد وفاته A .
وهذا هو قولنا الذي ندين الله تعالى به .
ونلقاه إن شاء الله تعالى عليه مقرونا منا بشهادة التوحيد .
وحجتنا الواضحة في ذلك إجماع الأمة حينئذ جميعا على أن سموه خليفة رسول الله A ولو كانوا أرادوا ذلك أنه خليفة على الصلاة لكان أبو بكر مستحقا لهذا الاسم في حياة النبي A والأمة كلها مجمعة على أنه لم يستحق أبو بكر هذا الاسم في حياة النبي A وأنه إنما استحقه بعد موت النبي A إذ ولي خلافته على الحقيقة .
وأيضا فلو كان المراد بتسميتهم إياه خليفة رسول الله A على الصلاة لا على الأمة لما كان بهذا الاسم في ذلك الوقت أولى من أبي زهم وابن أم مكتوم وعلي فكل هؤلاء فقد استخلفه النبي A على المدينة ولا من عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس وقد استخلفه A على مكة ولا من عثمان بن أبي العاص الثقفي فقد استخلفه A على الطائف ولا من خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس فقد استخلفه A على صنعاء .
فلما اتفقت الأمة كلها على أنه لا يسمى أحد ممن ذكرنا خليفة رسول الله لا في حياة النبي A ولا بعد موته يسمى بذلك علي إذ ولي الخلافة علمنا ضرورة أنه سمي أبو بكر خليفة رسول الله A لأنه استخلفه على الخلافة التامة بعد موته في ولاية جميع أمور الأمة وهذا بين .
وبالله تعالى التوفيق .
ومعنى خليفة فعيلة من مخلوف وهذا الهاء للمبالغة كقولك عقير وعقيرة منقول عن معقورة فهذا قول .
والقول الثاني أنه إنما قدمه المسلمون لأنه كان أفضلهم وحكم الإمامة أن يكون في الأفضل .
واحتجوا بامتناع الأنصار في أول الأمر وبقول عمر إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني وإن لا أستخلف فلم يستخلف من هو خير مني يعني النبي A .
قال أبو محمد وهذا لا حجة لهم فيه بل بعضه عائد عليهم لأن الأنصار لم يكونوا