وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

فقال : فاذْكر وجوهاً مِن الأحاديث المختلفة عند بعض الناس أيضاً .
فقلت : أخبرنا " مالك " عن " صفوان بن سُلَيْم " عن " عطاء بن يسار " عن " أبي سعيد الخُدري " أنَّ رسولَ الله قال : " غُسْلُ يَوْمِ الجُمْعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ " ( 1 ) .
أخبرنا " ابن عيينة " عن " الزهري " عن " سالم " عن أبيه [ ص 303 ] أنَّ النبي قال : مَنْ جَاءَ مِنْكُمْ الجُمْعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ " ( 2 ) .
قال " الشافعي " : فكان قولُ رسول الله في : ( ( غسل يوم الجمعة واجب ) ) وأمْرُه بالغسل يحتمل معنيين : الظاهرُ منهما أنه واجب فلا تجزئ الطهارَةُ لِصَلاة الجُمْعَةِ إلاَّ بالغسل كما لا يجزئ في طهارة الجُنُبِ غيْرُ الغسل ويحتمل واجبٌ في الاختيار والأخْلاق والنَّظافة .
أخبرنا " مالك " عن " الزهري " عن " سالم " قال : " دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ يَوْمَ الجُمْعَةِ و " عُمُرُ بْنُ الخَطَّابِ " يَخْطُبُ فَقَالَ " عُمَرُ " : أَيَّتُ سَاعَةٍ هَذِهِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ انْقَلَبْتُ مِنَ السُّوقِ فَسَمِعْتُ النِّدَاءَ فَمَا زِدْتُ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ فَقَالَ " عُمَرُ " : [ ص 304 ] الوُضُوءُ أَيْضًا وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ ؟ " ( 3 ) .
أخبرنا الثِّقة عن " مَعْمَرٍ " عن " الزهري " عن " سالم " عن أبيه مثلَ معنى حديث " مالك " وسَمَّى الدَّاخِلَ يَوْمَ الجمعة بِغَيْرِ غُسل : " عثمان بن عَفَّانَ " .
قال : فلَمَّا حَفِظَ " عمر " عن رسول الله أنه كان يأمر بالغُسْلِ وعلم أنَّ " عثمان " قد عَلِمَ مِنْ أمْر رسول الله بالغسل ثم ذكر " عمر " " لعثمان " أمْرَ النبي بالغُسل وعلِمَ " عثمان " ذلك : فلو ذهب [ ص 305 ] على مُتَوَهِّمٍ أنَّ " عثمان " نسِيَ فقد ذكَّرَه " عمر " قبْلَ الصلاة بِنسيانِه فلَمَّا لم يتركْ " عثمان " الصلاة للغسل ولمَّا لمْ يأمره " عمر " بالخروج للغسل : دلَّ ذلك على أنهما قد عَلِمَا أن أمْرَ رسول الله بالغسل على الاختيار ( 4 ) لا على أنْ لا يُجْزِئَ غيُره لأن " عمر " لم يكن لِيَدَعَ أمْرَه بالغسل ولا " عثمان " إذْ علمنا أنه ذاكِرٌ لِترك الغُسل وأمرِ النبي بالغسل : إلاَّ والغُسْلُ - كما وصفْنَا - على الاختيار .
قال : ورَوَى " البصْرِيُّونَ " أنَّ النبي قال : " مَنْ تَوَضَّأَ يَوْمَ الجُمْعَةِ فَبِهَا وَنِعْمَةْ وَمَنِ اغْتَسَلَ فَالغُسْلُ أَفْضَلُ " ( 5 ) .
[ ص 306 ] أخبرنا " سفيان " عن " يحيى " عن " عَمْرةَ " عن " عائشة " قالت : " كَانَ النَّاسُ عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ وَكَانُوا يَرُوحُونَ بِهَيْآتِهِمْ فَقِيلَ لَهُمْ : لَوْ اغْتَسَلْتُمْ " ( 6 ) .
_________ .
( 1 ) البخاري : كتاب الجمعة / 830 مسلم : كتاب الجمعة / 1397 النسائي : كتاب الجمعة / 1360 مالك : كتاب النداء للصلاة / 210 .
( 2 ) البخاري : كتاب الجمعة / 845 مسلم : كتاب الجمعة / 1394 .
( 3 ) البخاري : كتاب الجمعة / 829 مسلم : كتاب الجمعة / 1395 .
( 4 ) لم ينفرد الشافعي بهذا التأويل فقد ذهب إليه مالك أيضاً وغيره . وردَّه ابن حزم في المحلى 2 / 19 وابن دقيق العيد في شرح عمدة الأحكام 2 / 109 ، 111 رداً بليغاً ومال إليه الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على الرسالة ص 306 وفرَّق بين وجوبه وبين شرطيته لصحة الصلاة فأثبت الأول ونفى الثاني .
( 4 ) الترمذي : كتاب الجمعة / 457 النسائي : كتاب الجمعة / 1363 أبوداود : كتاب الطهارة / 300 ابن ماجه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها / 1081 .
( 5 ) البخاري : كتاب الجمعة / 853 أبو داود : كتاب الطهارة / 298 أحمد : باقي مسند الأنصار / 23203