وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

أخبرنا " مالك " عن " ابن شهاب " عن " أنس بن مالك " : " أنَّ النَّبِيَّ رَكِبَ فَرَسًا فَصُرِعَ عَنْهُ فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ ( 1 ) فَصَلَّى صَلاَةً مِنَ الصَّلَوَاتِ وَهُوَ قَاعِدٌ وَصَلَّيْنَا وَرَاءَه قُعُودًا فَلَمَّا انْصَرَفَ قال : إنَّمَا جُعِلَ الإمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإذَا قَالَ : سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ [ ص 252 ] فَقُولُوا : رَبَّنَا وَلَكَ الحَمْدُ وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ " ( 2 ) .
أخبرنا " مالك " عن " هشام بن عُرْوة " عن أبيه عن " عائشة " أنها قالتْ : " صَلَّى رَسُولُ اللهِ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاكٍ فَصَلَّى جَالِسًا وَصَلَّى وَرَاءَه قَوْمٌ قِيَامًا فَأَشَارَ إلَيْهِمْ : أنْ اجْلِسُوا فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ : إنَّمَا جُعِلَ الإمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا " ( 3 ) .
قال : وهذا مثل حديث " أنس " وإنْ كان حديث " أنس " مُفَسَّرًا وأوْضَحَ مِن تَفْسيرِ هذا .
أخبرنا " مالك " عن " هشام بن عروة " عن أبيه : " أنَّ رَسُولَ اللهِ خَرَجَ فِي مَرَضِهِ فَأَتَى " أبَا بكر " وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَاسْتَأْخَرَ " أبو بكر " فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ أَنْ كَمَا أَنْتَ [ ص 253 ] فَجَلَسَ رَسُولُ اللهِ إِلَى جَنْبِ " أبي بكر " فَكَانَ " أبو بكر " يُصَلِّي بِصَلَاةِ رَسُولِ اللهِ وَكَانَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَةِ " أبي بكر " " ( 4 ) .
وبه يأخذ " الشافعي " .
قال : وذَكَرَ " إبراهيم النَّخَعِيُّ " عن " الأسود بن يزيد " عن " عائشة " عن رسول الله " وأبي بكر " مِثْل معنى حديث عروة : " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى قَاعِدًا و " أَبُو بَكْرٍ " قَائِمًا يُصَلِّي بِصَلاَةِ النَّبِيِّ وَهُمْ وَرَاءَه قِيَامًا " ( 5 ) .
[ ص 254 ] قال : فلما كانتْ صلاة النبي في مرضه الذي مات فيه قاعِداً والناس خلفه قياماً استدللنا على أنَّ أمرَه الناسَ بِالجُلوس في سَقْطَته عن الفرس : قبل مرضه الذي مات فيه فكانت صلاته في مرضه الذي مات فيه قاعداً والناس خلفه قياماً : ناسخةً لأنْ يجلسَ الناس بجلوس الإمام .
وكان في ذلك دليلٌ بما جاءت به السنة وأجمع عليه [ ص 255 ] الناس مِن أن الصلاة قائماً إذا أطاقها المُصَلِّي وقاعداً إذا لم يُطق وأنْ ليس للمطيق القيامَ مُنفرداً أنْ يُصَلِّيَ قاعداً .
فكانت سنةُ النبي أنْ صلَّى في مَرَضه قاعداً ومَنْ خلْفه قِياماً مع أنها ناسخة لِسنته الأُولَى قبْلها : مُوافِقةً سنتَه في الصحيح والمريض وإجماعَ الناس أنْ يُصلي كلُّ واحد مِنهما فرْضَه كما يُصلي المريضُ خلْفَ الإمام الصحيح قاعدا والإمام قائماً .
وهكذا نقول : يصلي الإمامُ جالِساً ومَنْ خلْفه مِن الأصِحَّاء قِياماً فيُصَلي كلُّ واحِد فرْضَه ولوْ وَكَّلَ غَيْرَه كان حَسَنًا .
_________ .
( 1 ) أي : انْخَدَشَ جِلْده [ النهاية - ابن الأثير ] .
( 2 ) البخاري : كتاب الأذان / 648 مسلم : كتاب الصلاة / 622 النسائي : كتاب الإمامة / 823 أبو داود : كتاب الصلاة / 509 ابن ماجه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها / 1228 مالك : كتاب النداء للصلاة / 280 .
( 3 ) البخاري : كتاب الأذان / 647 أحمد : مسند الأنصار / 23994 .
( 4 ) البخاري : كتاب الأذان / 642 مسلم : كتاب الصلاة / 635 ابن ماجه : كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها / 1223 مالك : كتاب النداء للصلاة / 282