وب سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

اهم اخبار تقریب مذاهب اسلامی

مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى
سایت رسمی مجمع جهانى تقريب مذاهب اسلامى

- وفي الباب عن حفصة عند مالك في الموطأ قال عمرو بن رافع أنه : ( كان يكتب لها مصحفا فقالت له : إذا انتهيت إلى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى فآذني فآذنتها فقالت : اكتب والصلاة الوسطى وصلاة العصر وقوموا لله قانتين ) .
استدل بالحديث من قال إن الصلاة الوسطى غير صلاة العصر لأن العطف يقتضي المغايرة وهو راجع إلى الخلاف الثابت في الأصول في القراءة الشاذة هل تنزل منزلة أخبار الآحاد فتكون حجة كما ذهبت إليه الحنفية وغيرهم أم لا تكون حجة لأن ناقلها لم ينقلها إلا على أنها قرآن والقرآن لا يثبت إلا بالتواتر كما ذهبت إلى ذلك الشافعية والراجح الأول .
وقد غلط من استدل من الشافعية بحديث عائشة وحفصة على أن هذه الصلاة الوسطى ليست صلاة العصر لما عرفت من أن مذهبهم في الأصول يأبى هذا الاستدلال وأجيب عن الاستدلال بهذا الحديث من طرف القائلين بأنها العصر بوجهين : .
الأول أن تكون الواو زائدة في ذلك على حد زيادتها في قوله تعالى { وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين } وقوله { وكذلك نصرف الآيات وليقولوا درست } وقوله { ولكن رسول الله وخاتم النبيين } وقوله { إن الذين كفروا ويصدون عن سبيل الله } حكى عن الخليل أنه قال : يصدون والواو مقحمة زائدة . ومثله في القرآن كثير ومنه قول امرئ القيس : .
فلما أجزنا ساحة الحي وانتحى ... بنا بطن خبت ذي حقاق عقنقل .
[ ص 400 ] وقول الآخر : .
فإذا وذاك يا كبيشة لم يكن ... إلا كلمة حالم بخيال .
الثاني أن لا تكون زائدة وتكون من باب عطف إحدى الصفتين على الأخرى وهما لشيء واحد نحو قوله : .
إلى الملك القرم وابن الهمام ... وليث الكتيبة في المزدحم .
وقريب منه قول الآخر : .
أكر عليهم دعلجا ولبانة ... إذا ما اشتكى وقع الرماح تحمحما .
فعطف لبانة وهو صدره على دعلج وهو اسم فرسه ومعلوم أن الفرس لا يكر إلا ومعه صدره لما كان الصدر يلتقي به ويقع به المصادمة : .
وقال مكي بن أبي طالب في تفسيره : وليست هذه الزيادة توجب أن تكون الوسطى غير العصر لأن سيبويه حكى مررت بأخيك وصاحبك والصاحب هو الأخ فكذلك الوسطى هي العصر وإن عطفت بالواو انتهى .
وتغاير اللفظ قائم مقام تغاير المعنى في جواز العطف ومنه قول أبي داود الأيادي : .
سلط الموت والمنون عليهم ... فلهم في صد المقابر هام .
وقول عدي بن زيد العبادي : .
وقدمت الأديم لراهشيه ... فألفى قولها كذبا ومينا .
وقول عنترة : .
حييت من طلل تقادم عهده ... أقوى وأفقر بعد أم الهيثم .
وقول الآخر : .
ألا حبذا هند وأرض بها هند ... وهند أتى من دونها النأي والبعد .
وهذا التأويل لا بد منه لوقوع هذه القراءة المحتملة في مقابلة تلك النصوص الصحيحة الصريحة . وقد روي عن السائب بن يزيد أنه تلا هذه الآية { حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى صلاة العصر } وهذا التأويل المذكور يجري في حديث عائشة وحفصة ويختص حديث حفصة بما روى يزيد بن هارون عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن عمرو بن رافع قال : ( كان مكتوبا في مصحف حفصة بنت عمر حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وهي صلاة العصر ) ذكر هذه الرواية والرواية السابقة عن [ ص 401 ] السائب ابن سيد الناس في شرح الترمذي .
قال المصنف C تعالى بعد سياق حديث عائشة ما لفظه : وهذا يتوجه منه كون الوسطى العصر لأن تسميتها في الحث على المحافظة دليل تأكدها وتكون الواو فيه زائدة كقوله { آتينا موسى وهارون الفرقان وضياء } أي ضياء وقوله { فلما أسلما وتله للجبين وناديناه } أي ناديناه إلى نظائرها انتهى