- الحديث أخرجه ابن ماجه من حديث أبي أمامة أيضا بلفظ : ( أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : الأذنان من الرأس وكان يمسح المأقين ) وذكره الحافظ في التلخيص ولم يذكر له علة ولا ضعفا . وقال في مجمع الزوائد ( 1 ) : رواه الطبراني في [ ص 187 ] الكبير من طريق سميع عن أبي أمامة وإسناده حسن وسميع ذكره ابن حبان في الثقات . قال : ولا أدري من هو ولا ابن من هو والظاهر أنه اعتمد في توثيقه على غيره .
قوله ( المأقين ) موق العين مجرى الدمع منها أو مقدمها أو مؤخرها كذا في القاموس .
قال الأزهري : أجمع أهل اللغة أن الموق والماق مؤخر العين الذي يلي الأنف انتهى . والمراد بهما في الحديث مخصر العينين .
وذكر المصنف C تعالى في التبويب غضون الوجه وهي ما تعطف من الوجه إما قياسا على الماقين وإما استدلالا بما في الحديث الآتي من قوله ( ثم أخذ بيديه فصك بهما وجهه ) والأول أظهر . وقد ورد من حديث أخرجه ابن حبان وابن أبي حاتم وغيرهما بلفظ : ( إذا توضأتم فأشربوا أعينكم من الماء ) وهو من حديث البختري بن عبيد بالموحدة والمعجمة وقد ضعفوه كلهم فلا يقوم به حجة كذا قاله بعضهم . وفيه أنه ذكر في الميزان أنه وثقه وكيع وقال ابن عدي : لا أعلم له حديثا منكرا انتهى . لكنه لا يكون ما تفرد به حجة لوقوع الاختلاف فيه فقد قيل إنه ضعيف وقيل متروك الحديث . وقال البخاري : يخالف في حديثه على أنه لم ينفرد به البختري فقد رواه ابن طاهر في صفوة التصوف من طريق ابن أبي السري لكنه قال ابن الصلاح : لم أجد له أنا في جماعة اعتنوا بالبحث عن حاله أصلا وتبعه النووي .
_________ .
( 1 ) هو كتاب مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للإمام العلامة الشيخ علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي المتوفى سنة 807 وهو من نجباء تلاميذ العلامة زين الدين العراقي شيخ الحافظ ابن حجر العسقلاني ولم يكن العلامة العراقي يعتمد في شيء من أموره إلا عليه وزوجه ابنته ورزق منها أولاد وكان عجيبا في الدين والتقوى والورع والزهد . جمع في هذا الكتاب مؤلفه الزوائد على الصحاح الستة من أربعة كتب قديمة ودواوين للسنة النبوية العظيمة وهي مسند الإمام أحمد بن حنبل ومسند الحافظ أبي يعلى ومسند الحافظ البزار والمعاجم الثلاث للطبراني ورتبها ترتيب أبواب الفقه وأوضح بعد ذكر الحديث ما فيه من الجرح والتعديل حق الإيضاح وبين أنه من الضعاف أو الحسان أو الصحاح نسأل الله القدير أن يوفق إدارة الطباعة المنيرية إلى نشره وغيره من كتب السنة العظيمة والله أعلم