- الحديث الأول أخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وقال : صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه وذكره ابن أبي حاتم في العلل وحكى عن أبيه أنه حديث منكر لأن في إسناده عبد الرحمن بن يزيد بن جابر وهو منكر الحديث . وذكر البخاري في تاريخه أنه عبد الرحمن بن يزيد بن تميم . وقال ابن العربي : إن الحديث لم يثبت .
والحديث الثاني قال العراقي في شرح الترمذي : رجاله ثقات إلا أن فيه انقطاعا لأن في إسناده زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي عن أبي الدرداء . قال البخاري : زيد بن أيمن عن عبادة بن نسي مرسل .
والحديث الثالث والرابع مرسلان كما قال المصنف لأن خالد بن معدان وصفوان بن سليم لم يدركا النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
( وفي الباب ) عن شداد بن أوس عند ابن ماجه قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إن أفضل أيامكم يوم الجمعة ) بنحو حديث أوس بن أوس هكذا وقع عند ابن [ ص 305 ] ماجه في الصلاة ووقع عنده في الجنائز أوس بن أوس وهو الصواب . وعن أبي مسعود الأنصاري عند البيهقي في كتاب حياة الأنبياء في قبورهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : أكثروا علي من الصلاة في يوم الجمعة فإنه ليس يصلي علي أحد يوم الجمعة إلا عرضت علي صلاته ) قال البيهقي : قال أبو عبد الله يعني الحاكم أبو رافع هذا يعني المذكور في السند هو إسماعيل بن نافع . قال العراقي : وثقه البخاري وضعفه النسائي ورواه البيهقي أيضا في شعب الإيمان وابن أبي عاصم من هذا الوجه .
وأخرج البيهقي في السنن أيضا حديثا آخر بلفظ : ( أكثروا علي الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله تعالى عليه عشرا ) .
قوله : ( وقد أرمت ) بهمزة مفتوحة وراء مكسورة وميم ساكنة بعدها تاء المخاطب المفتوحة والأحاديث فيها مشروعية الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة وأنها تعرض عليه صلى الله عليه وآله وسلم وأنه حي في قبره .
وقد أخرج ابن ماجه بإسناد جيد : ( أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال لأبي الدرداء : إن الله D حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) .
وفي رواية للطبراني : ( ليس من عبد يصلي علي إلا بلغني صلاته قلنا : وبعد وفاتك قال : وبعد وفاتي إن الله D حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ) .
وقد ذهب جماعة من المحققين إلى أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حي بعد وفاته وأنه يسر بطاعات أمته وأن الأنبياء لا يبلون مع أن مطلق الإدراك كالعلم والسماع ثابت لسائر الموتى .
وقد صح عن ابن عباس مرفوعا : ( ما من أحد يمر على قبر أخيه المؤمن ) وفي رواية : ( بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا عرفه ورد عليه ) ولابن أبي الدنيا : ( إذا مر الرجل بقبر يعرفه فيسلم عليه رد عليه السلام وعرفه وإذا مر بقبر لا يعرفه رد عليه السلام ) وصح أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يخرج إلى البقيع لزيارة الموتى ويسلم عليهم .
وورد النص في كتاب الله في حق الشهداء أنهم أحياء يرزقون وأن الحياة فيهم متعلقة بالجسد فكيف بالأنبياء والمرسلين . وقد ثبت في الحديث : ( أن الأنبياء أحياء في قبورهم ) رواه المنذري وصححه البيهقي .
وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( مررت بموسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره ) [ ص 306 ]