- الحديث رجال إسناده رجال الصحيح وأخرجه أيضا أبو داود والحاكم . وفي الباب عن أبي هريرة عند الجماعة كلهم قال : ( قال : ينزل الله إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له من ذا الذي يسألني [ ص 70 ] فأعطيه من ذا الذي يستغفر لي فأغفر له فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر ) .
وعن علي عند أحمد والدارقطني قال : ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) فذكر حديثا وفيه : ( فإنه إذا مضى ثلث الليل الأول هبط الله إلى السماء الدنيا فلم يزل هنالك حتى يطلع الفجر فيقول القائل ألا سائل يعطي سؤاله ألا داع يجاب ) .
وعن أبي سعيد عند مسلم والنسائي في اليوم والليلة بنحو حديث أبي هريرة . وعن جبير بن مطعم عند النسائي في اليوم والليلة بنحو حديث أبي هريرة أيضا . وعن ابن مسعود عند أحمد بنحوه .
وعن أبي الدرداء عند الطبراني قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ) فذكر حديثا وفيه : ( ثم يهبط آخر ساعة من الليل فيقول ألا مستغفر يستغفرني فأغفر له ألا سائل يسألني فأعطيه ألا داع يدعوني فأستجيب له حتى يطلع الفجر ) قال الطبراني : وهو حديث منكر .
وعن عثمان بن العاص عند أحمد والبزار قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ينادي مناد كل ليلة هل من داع فيستجاب له هل من سائل فيعطى هل من مستغفر فيغفر له حتى يطلع الفجر ) .
وعن جابر عند الدارقطني وأبي الشيخ بنحو حديث أبي هريرة وفي إسناده محمد بن إسماعيل الجعفري وهو منكر الحديث قاله أبو حاتم .
وعن عبادة بن الصامت عند الطبراني في الكبير والأوسط بنحو حديث أبي هريرة أيضا .
وعن عقبة بن عامر عند الدارقطني قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا مضى ثلث الليل أو قال نصف الليل ينزل الله D إلى السماء الدنيا فيقول لا أسأل عن عبادي أحدا غيري ) .
وعن عمرو بن عبسة حديث آخر غير المذكور في الباب عند الدارقطني قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت : يا رسول الله جعلني الله فداك علمني شيئا تعلمه وأجهله ينفعني ولا يضرك ما ساعة أقرب من ساعة فقال : يا عمرو لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد قبلك إن الرب D يتدلى من جوف الليل ) زاد في رواية : ( فيغفر إلا ما كان من الشرك ) وله حديث آخر عند أحمد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : ( صلاة الليل مثنى مثنى وجوف الليل الآخر أجوبه دعوة قلت : أوجبه قال : لا أجوبه ) يعني بذلك الإجابة وفي إسناده أبو بكر بن عبد الرحمن بن أبي مريم وهو ضعيف . وعن أبي الخطاب عند أحمد بنحو حديث أبي هريرة .
( وهذه الأحاديث ) تدل على استحباب الصلاة والدعاء في ثلث الليل الآخر وأنه وقت الإجابة والمغفرة . والنزول المذكور في الأحاديث قد طول علماء الإسلام الكلام في تأويله وأنكر الأحاديث الواردة به كثير من المعتزلة والطريقة المستقيمة ما كان عليه التابعون [ ص 71 ] كالزهري ومكحول والسفيانين والليث وحماد بن سلمة وحماد بن زيد والأوزاعي وابن المبارك والأئمة الأربعة مالك والشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم فإنهم أجروها كما جاءت بلا كيفية ولا تعرض لتأويل ( 1 ) .
_________ .
( 1 ) وللإمام ابن تيمية كتاب مؤلف شرح فيه حديث النزول وقد طبع . وللعلامة ابن القيم مؤلف أيضا سماه اجتماع الجيوش الإسلامية على المعطلة والجهمية وقد طبع أيضا